الخبر:
إنترفاكس – 2016/12/31 طالب ممثل روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الأعضاء في مجلس الأمن (أن لا يتركوا الأمور ضبابية) بالنسبة لما توصلت إليه المساعي الروسية التركية بشأن سوريا.
وقال تشوركين أثناء توجيهه كلمته في اجتماع مجلس الأمن بعد التصويت على المشروع الروسي بشأن الاتفاق على الهدنة في سوريا. (أريد أن ألفت نظر الزملاء وأن أطلب منهم. أمر طارئ، وصعب ما توصلنا إليه والذي تطلب جهوداً ضخمة للغاية، لذلك أريدكم أن لا تتركوا الأمور ضبابية، أرجو منكم العون).
التعليق:
مجلس الأمن يتوصل بالإجماع إلى الهدنة في سوريا والتي أعلنتها وسائل الإعلام الروسية وكأنها نجاح للسياسة الخارجية للكرملين. هنا يجدر التنويه إلى أنه بعد اللقاء الروسي الإيراني التركي الأخير على أثر مقتل السفير الروسي في أنقرة، ذكرت وسائل الإعلام بأن (الثقل الأعظم في حل النزاع في سوريا سيكون في المنطقة، وبهذا سيتقرر مستقبل سوريا بما تريد روسيا وتركيا وإيران وبذلك ستذهب أمريكا والغرب إلى المركز الثاني) كوميرسانت2016/12/20 .
إلا أن (نجاح) روسيا في السياسة الخارجية في سوريا محدود وذلك لأنها مع تركيا يطبقون الخطة الأمريكية بإجبار الثوار على الموافقة على المفاوضات. و(الأمر الطارئ الصعب)، الذي تحدث عنه تشوركين ينحصر بالقصف الوحشي لسكان حلب الذي قامت به قوات سلاح الجو الروسي، في الوقت ذاته كانت تركيا تظهر غدرها للإسلام والمسلمين، ومهدت لتسليم المدينة عن طريق الضغط على بعض الجماعات المسلحة. وأصبحت تلك نقطة التحول لتقسيم المقاتلين إلى (جاهزين للمفاوضات) أو (إرهابيين).
ومن ثم فإن من أطلقت عليهم روسيا وصف (جماعات إرهابية) أصبحوا معارضة سورية وطرفاً في المحادثات. أي أنه تم تطبيق خطة أمريكا وذلك لأنهم بالذات بدأوا جميع محاولات المفاوضات، وذلك لكي لا يسقط النظام العلماني والذي سيؤدي لسقوط هيمنتها على المنطقة. بعدما أصبح واضحا للجميع فشل المفاوضات مع نظام الأسد، استخدمت أمريكا خدمات موسكو للتأثير على الثوار. وما يثبت أن واشنطن وراء هذا كله، هو تأكيد نائب الممثل الدائم الأمريكي لدى الأمم المتحدة: (صوتنا على هذا الحل وذلك لأن الدعم والأفكار السليمة متوازنة وهذا طريق جيد لوقف إطلاق النار).
وبهذا فإن كل هذه الكلمات الماكرة بشأن الحل من فم ممثل أمريكا، تؤكد أنها قيلت بشأن الخطط الخاصة لإطلاق المفاوضات في سوريا هي مجرد إيجادها على أرض الواقع والتي قامت بها روسيا وتركيا.
إلا أن الحل المتبنى في مجلس الأمن وموافقة بعض الجماعات بالانضمام إلى المفاوضات مع النظام لن تضمن النصر لأمريكا على الثورة الإسلامية في سوريا، وإذا لم يتضح للشعب التركي دور أردوغان في (التهدئة) في سوريا ومبدئه الخياني، فإن (نصر) أمريكا في المنطقة بإذن الله سينهار. إن ظهور المشاعر الإسلامية عند الشعب التركي ضد الشعارات العلمانية وعندها قام ممثل هذا الشعب بالانتقام من روسيا وقتل سفيرها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/41470