الخبر:
وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين، العاصمة السورية دمشق، في زيارة تضامنية مع متضرري الزلزال الذي وقع في 6 شباط/فبراير الجاري.
وفي وقت سابق استقبل أسد وفدا من "الاتحاد البرلماني العربي" في دمشق، ضم رئيس الاتحاد محمد الحلبوسي ورؤساء مجلس النواب في الإمارات والأردن وفلسطين وليبيا ومصر، إضافة إلى رؤساء وفدي سلطنة عُمان ولبنان، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي. (وكالة الأناضول)
التعليق:
منذ أن وقع الزلزال ونحن نشاهد الدول على حقيقتها، فما هي إلا ساعات حتى بدأت عملية استثمار الحدث، فالأمم المتحدة تطلب من النظام الإذن بإيصال المساعدات للمناطق المنكوبة في الشمال المُحرر، وهي التي أعلنت في بداية الثورة بأن أسد مجرم حرب وسفاح، ليتبين أن هذه التصريحات لم تكن إلا ذراً للرماد في عيون أهل الثورة، ثم يأتي بعد ذلك دور الدول الوظيفية التي ادعت في بداية الثورة أنها مع الثورة والثوار وأنها مع تطلعات أهل الشام وداعمة لهم في طريق خلاصهم، ليظهر بعد ذلك أن هذه التصريحات كانت بناء على أوامر أسيادهم، وما إن تغير رأي السيد حتى بادر العبيد لتغيير رأيهم، فبدأت الوفود تتهافت إلى السفاح للتطبيع معه ودعوات لعودته إلى الحظيرة. يبدو أن الدول بأصنافها المختلفة ابتداء من الأولى والتي تدور في الفلك والعميلة الذليلة تعمل على استغلال أي حدث حتى تُبقي السفاح حياً، فبعد التصريحات التركية بالمصالحة والتطبيع يأتي دور البقية.
لقد أصبح كل شيء واضحاً لأهل الثورة، والذي كان فيه لبس قبل الزلزال كشف الزلزال ستره، فلقد رأينا التآمر بأوضح صورة، فبينما الناس ترزح وتئن تحت الأنقاض تُبادر الدول بالرقص على المعاناة والمُسارعة بالتطبيع مع المجرم، وما تأخير وصول المساعدات والدعم للمتضررين إلا لغاية أن تُرفع الراية البيضاء ويتم الاستسلام، ولكن هيهات هيهات، فإن الزلزال الذي هدم المباني والدور والأحياء قد هدم معها أصناما لطالما كانت توهمنا بأنها مصدر الخلاص وسبب النصر، لقد هدم الزلزال كل متآمر جبان وكل رعديد مُرتبط وكل خوان لبس قناع التآخي والمناصرة، نعم لقد هدم الزلزال كل ذلك، ولكنه وبفضل من الله لم يهدم إرادة الثورة والثائرين، ولم يهدم روح الثورة المتمثل بالفزعات، ولم يهدم المشاعر الإسلامية المتمثلة بإغاثة الملهوف، لم يهدم التعاضد بين المسلمين في الشام والبلاد الإسلامية، بل لقد أظهر الزلزال كيف أنه بالعمل الجماعي يكون خلاصنا، وبه نسبق المتحدين والدول، لقد أظهر لنا كيف أنه بعملنا الجماعي تتحقق نجاتنا، فهو طوق نجاتنا وسبيل خلاصنا وبه فقط نحقق أهداف ثورتنا ونوصلها لبر أمانها، فافعلوا ما شئتم فالمحن تزيد من قوة عودنا، وما هي إلا منح من الله يتم من خلالها تجهيز الأمة لأمر عظيم وعدنا به سبحانه وبشرنا به نبيه ﷺ وما هو ببعيد.
=====
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدَّلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: https://tinyurl.com/5n7r2d2b