ومضات: "التَوَكُّلَ عَلَى اللَّهِ"
قال تعالى: (وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (12) إبراهيم.
إن التوكل على الله أمر التبس على البعض فراح يقعد عن القيام بالواجبات تحت ذريعة التوكل على الله، وهناك فارق بين التوكل والتواكل، حيث هنا تأتي هذه الآية بعد نقاش بين الرسل وقومهم، أي بعد تبيلغ الدعوة والقيام بالواجب، يأتي التوكل على الله والصبر على الأذى الذي سيلحق بهم جراء قيامهم بقول الحق وتبليغ الدعوة، فليحذر الذين يتركون القيام بما فرضه الله ويدّعون أن ذلك توكلاً على الله، ولعل حديث (اعقلها وتوكل) أخرجه الترمذي من حديث أنس. لا يخفى على أحد وهو يبين حقيقة الأخذ بالأسباب الشرعية وأن التوكل يكون قبل القيام بالعمل مع ملاحظة استمراره أثناءه لقوله تعالى (...فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) أي بعد المشاورة والعزيمة توكل على الله واعمل. وإننا في ثورة الشام، لا يصح القول أننا نتوكل على الله دون القيام بما فرضه الله علينا، والواجب اليوم هو جمع القوى المتفرقة وتوحيدها حول مشروع سياسي واضح، وقطع جميع أشكال نفوذ الغرب الكافر عن بلادنا، والعمل الجاد لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهنا تأتي حقيقة التوكل على الله.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
منير ناصر