ومضات: وما قدروا الله حق قدره
استطاع فريق دولي من علماء الفضاء، رصد تكتل مجري ضخم لم نكن نستطيع مشاهدته سابقاً بسبب كثافة الضباب المجري في مجرتنا درب التبانة، وفقاً للجمعية الملكية للفضاء ومقرها بريطانيا. وبحسب الدراسة يقول العلماء أن التكتل المجري الذي سمي فيلا (Vela)، يحتوي على 8600 مجرة تقريباً، ويتوقع أن تضم هذه المجرات بين 1000 و 10000 ترليون (ألف مليار) نجم، علماً أن مجرتنا (درب التبانة) تحتوي على 200 مليار نجم تقريباً والله أعلم، وتعد شمسنا نجماً أصغر من متوسط (وبعض العلماء يعتبرونها نجم قزم) و هي أكبر من الأرض بمليون مرة.
إن هذا التكتل المجري الصغير هو جزء متناهي الصغر من الكون المعرف للبشر، والذي هو بدوره جزء متناهي الصغر من خلق الله عز وجل الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، هذا الكون الذي لا تستطيع عقولنا العاجزة والمحدودة عن ادراكه، ولكن للأسف الشديد نجد في كوكب الأرض هذه النقطة المجهرية في مجرة درب التبانة، من يكفر بالله عز وجل، ويعيث في الأرض فساداً، وعلى رأسهم كما نعرف أمريكا وأشياعها وعملائها وأهمهم روسيا وإيران والنظام، متناسين بكل غباء عظمة الخالق عز وجل، وفي ذات الوقت نرى من بين المسلمين من ينادي بالقبول بالواقع، وأن نقبل بشروط أمريكا ونرضخ لها، بل ونستجدي الدعم والنصر منها، لكن مع الأسف نسوا الواقع الحقيقي وهو أن الكون بكل ما فيه لله عز وجل، ولم يعوا قوله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67).
الواقع الحقيقي هو أن الحياة في سبيل الله والموت في سبيل إعلاء كلمته هو النصر الحقيقي، وأننا موجودون في هذه الدنيا لعبادة الله عز وجل وإقامة حكمه في الأرض، ثم إننا لابد واقفون أمامه جل جلاله يوم القيامة، لنحاسب عن أعمالنا في الدنيا، لذلك فأمامنا خياران لا ثالث لهما، فإما أن نرضي خالق السماوات والأرض، أو أن نرضي أعداءه، ولا يُتصور أبداً أن نرضي الله عز وجل وعدوه في آن واحد.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
مصعب الرشيد الحراكي