ومضات: ما بين الحسم العسكري والتفريغ بالمصالحات تلعب أمريكا لعبتها
ما يلاحظ من تحركات النظام بالتنسيق مع التآمر التركي الروسي الإيراني المدفوع أساسا من رأس الأفعى أمريكا بما يسمى اتفاق وقف إطلاق النار في كل سورية وتمرير الحل السياسي الذي يقضي بمرحلة انتقالية بمشاركة عملاء الإئتلاف مع النظام تحت قيادة بشار والحفاظ على النظام بتصفية الثورة على مذبح التنازلات.
يلاحظ أن النظام جنوبا يتحرك بحركة مغايرة لحركته في الشمال والوسط التي استعمل فيها كل ما يستطيع من إجرام وقصف وتهجير وهذه المغايرة نتيجة عاملين: أحدهما نوم الجبهة الجنوبية أساسا وتخديرها من قبل الموك، وبالتالي لسان حال النظام وأعوانه: لماذا نحرك عش الدبابير؟؟!
وأما العامل الثاني: أن النظام وأعوانه أحوج للتهدئة وذلك لعدم قدرتهم على متابعة المواجهة نتيجة التكلفة العالية التي يدفعونها في حربهم القذرة: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون). هنا وأمام هذا الواقع نرى أن النظام يبعث بإشارات خفيفة متوازنة لا تظهر شروطه أنها مجحفة كثيرا فترفض من قبل الناس ،ولا يظهر مهزوما فتقوى عليه أعينهم ويتحركون ضده، فيصل بذلك لما يصبو إليه من تفريغ للثورة من محتواها وإسقاطها ورجوعه كسابق عهده أو أشد بكثير.
ولكن (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) لن يبقى الحال على حاله ولنعلم أن تحت الرماد نارا ستهب وتحرق كل متخاذل خائن لدماء الشهداء وأعراض العفيفات،فشعلة الإيمان تتقد في صدور أهل الشام المؤمنين الصادقين لا تقبل الضيم ولا الخذلان وسيخرج المارد من قمقمه حتى يطحن كيد الخائنين (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عامر سالم أبو عبيدة