press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar070217

ومضات: التدرج خلاف الكتاب والسنة (الجزء الثاني)


لو قمنا بتطبيقات عملية على فكرة التدرج في الأحكام الشرعية لوجدت تناقضات عجيبة غريبة؛ وقد ذكرنا في الجزء الأول من جانب العبادات الصلاة؛ واليوم نذكر الصوم والحج. 
في الصوم: فمن المعروف لدى صغار طلبة العلم أن النبي عليه الصلاة والسلام حين قدم المدينة أمر بصيام يوم عاشوراء حتى قالت الربيع بنت المعوذ كنا نصومه ونأمر أبناءنا بصيامه ؛ ثم صار هذا الصيام سنة ليس بفرض , والسؤال هو لماذا لا يقول دعاة التدرج بذلك؟ أي لماذا لا ندعو غير الصائمين ومن أسلم حديثا إلى صيام عاشوراء أولا ثم بعد أن تألف نفوسهم الصيام نفرض عليهم صيام رمضان ؟ بل لماذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام قوما أسلموا في نهار رمضان أن يتموا يومهم صائمين ؟ لماذا لم يتدرج معهم؟
ثم أليست دعوى التدرج مردودة في مسألة الصيام نفسه ألم يكن المسلم إذا نام ليلا بدأ صومه أي ليس قبل طلوع الفجر بل بمجرد نومه في أي وقت من الليل يبدأ صيامه ؟ فأين التدرج في هذا أليس هذا التشريع كان صعبا ثم خففه الله علينا بقوله (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة: 187]؟ فيا دعاة التدرج هل نقول للناس عليكم أولا أن تصوموا إلى المغرب فإن نام أحدكم بعد المغرب بدأ صوما جديدا ولو لم يذق طعاما ولا شرابا؟
وفي الحج: فعلى مقياس دعاة التدرج يجوز اليوم قدوم مشركين إلى مكة ويجوز لهم الطواف عراة من غير ثياب كما كان الأمر، حيث أنه من المعلوم أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك عام حجة الوداع وليس قبله، أي أن الطواف عراة للمشركين بين فتح مكة وحج الوداع ما كان ممنوعا؛ ثم عام حجة الوداع صار ممنوعا فعلى مقياس دعاة التدرج لو جاء بوذي أو نصراني أو يهودي أو مجوسي أو مشرك يعبد الأوثان وأراد دخول المسجد الحرام والطواف به عريانا فلا نمنعه من ذلك، أليس هذا هو التطبيق العملي لفكرة التدرج؟ ولعل دعاة التدرج يقولون لا يجوز هذا؛ نقول لهم والله إن طواف المشركين عراة اليوم في بيت الله الحرام أهون بكثير عند الله من إباحتكم الربا بحجة التدرج.
ثانيا في الأحوال الشخصية ....

يتبع إن شاء الله تعالى

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
معاوية عبدالوهاب

لقراءة الجزء الأول: https://goo.gl/ydLbkJ