ومضات: زيف الأسماء وخداع الشعارات!!
كثيرا ما تختار بعض التنظيمات والأحزاب أسماء عظيمة وترفع شعارات كبيرة تلامس مشاعر الناس وعقائدهم، ولكن واقع هذه الأحزاب والحركات لا ينسجم مع أسمائها؛ وكذلك أعمال هذه الأحزاب والحركات وحتى الكثير من الدول لا تتوافق مع شعاراتها، بل نكتشف أن تلك الشعارات مجرد عبارات خادعة مضلِلة، لخداع الجماهير فقط.
وقد ظهر ذلك بشكل واضح جليّ بعد ثورة الشام المباركة، التي مزقت الأقنعة عن الادعاءات الزائفة والشعارات الخادعة وأسقطت ورقة التوت التي كان يتستر بها الخائنون والمدعون. والأمثلة على ذلك تطول:
• فدولة الملالي في إيران التي تدعي أنها (إسلامية)، هي رأس الحربة ضد الإسلام والمسلمين خدمة للمصالح الأمريكية التي كانت شعاراتها الكاذبة تعتبرها (الشيطان الأكبر).
• وحزب إيران في لبنان المسمى (حزب الله) يشارك في قتل عباد الله المخلصين في الشام خدمة للشيطان الأكبر ومحافظة ًعلى نظام البعث العلماني الكافر وسفاحه القاتل.
• و(خادم الحرمين الشريفين) نكتشف أنه خادم للغرب الكافر في محاربة الإسلام والمسلمين، وضد مقدساتهم وآخرها التآمر مع (ترامب) لجعل القدس عاصمة لـ "إسرائيل".
• و(الخلافة) المزعومة التي رفعها تنظيم البغدادي زورا لم تكن إلا دولة جباية وقمع وظلم عملت على تشويه فكرة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يطالب بها أبناء الأمة ويعملون لإيجادها باعتبارها تاج الفروض.
- ما سبق بعض من خداع الأسماء أما خداع الشعارات فالأمر أعظم وأدهى:
• فخطوط أردوغان الحمراء في حماة وحلب وحتى في القدس يتبخر لونها ساعة الحقيقة ليصبح خطا أخضر يعبر منه القتلة والمجرمون وتدوسه قرارات الدول الكافرة. ولا يبقى من اللون الأحمر إلا لون دماء شهدائنا التي تروي ثرى أرضنا الطاهرة.
• وقبله كانت شعارات جمال عبد الناصر بأنه سيلقي بـ "إسرائيل" في البحر وأنه سيدمر دولة يهود لنكتشف أن الذي تم تدميره في حرب 67 هو المطارات المصرية والطائرات جاثمة على مدارجها.
• وبعده رفع نظام البعث الحاكم في سوريا شعار (الصمود، والتصدي، والتوازن الإستراتيجي) لنكتشف أن الصمود هو صمود في وجه حركة الشعب الثائر على الطغيان والتصدي إنما هو في محاربة توجه الأمة نحو الإسلام وسحق كل محاولة للتخلص من الظلم والطغيان.
• وفي ظل الثورة يرفع بعضهم شعار (إسقاط النظام) وإذا بهم ينخرطون في عمليات تفاوض تهدف إلى إعادة شرعيته وتثبيت أركانه وإعادة انتاجه من جديد، ويذهب أدراج الرياح ما صدحت به حناجر المخلصين من أبناء ثورتنا في بداياتها (لا تفاوض لا استسلام، حتى إسقاط النظام).
قائمة الشعارات الزائفة تطول، وتتكرر دائما في كل وقت وحين، ولن ينقذنا من الوقوع في شِراكها كما يحصل في كل مرة إلا إذا سرنا على بصيرة وفق ما ارتضاه لنا ربنا عز وجل من نهج وطريق، معتصمين بحبل الله وحده، متمسكين بما أوجبه علينا، مناصرين لإخواننا الذين يقدمون لنا مشروعنا الذي ينبثق من عقيدتنا نعطي قيادتنا للواعين من إخواننا على مكر الدول الكافر وألاعيبها، ونعرض كل عمل أو قول على شرع ربنا، ونحاسب كل من يريد الانحراف عنه ونأخذ على يده. عندها لن يخدعنا من اتخذ الهوى إلها ولا من امتهن الخداع والمكر والكذب وسيلة، وعندها نسير في طريقنا على بينة ونكون كما قال الشاعر:
إني عرفت ُ طريقي فهي مبصرة .... وإن جند الهدى والحق أنصاري
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبد اللطيف الحريري -أبو جرير-