ومضات: يا أهل حوران افتحوا جبهاتكم وانصروا إخوانكم
يأبى الله في هذه الثورة العظيمة المباركة، وكلما اقتربت من أن تخبو شعلتها قليلا، إلا أن يرسل بين الفينة والأخرى لها من جنوده، من يجدد توقدها واشتعالها، لتؤكد ما قاله المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه: (إن الله تكفل لي بالشام وأهله).
فبعد أن انتهى النظام المجرم من إخلاء بيت جن بتآمر وخذلان واضحين من قادة فصائل الغوطة وحوران عن نصرة أهلهم في بيت جن، واقتربت المؤامرة، وأصبحت تدور حول حوران، وأصبحنا نسمع عن تحشدات النظام التي تترقب الفرصة السانحة لها، لتفعل في حوران ما فعلته في أخواتها من مناطق سوريا، وخاصة في ظل التآمر مع النظام الأردني لبسط سيطرة نظام السفاح على معبر نصيب، والحديث عن محاولات ماكرة تقف واءها جهات مشبوهة من أجل شراء السلاح الفعال وتسليمه للمتآمرين على ثورة الشام، وبعد أن تملك اليأس الكثيرون، وفق الله سبحانه بعض مجاهدي الغوطة، فتحركت ثلة من الصادقين في حرستا، وقامت بمعارك حقيقية في عقر دار نظام السفاح، أذلته بتوفيق الله، وكشفت ضعفه وهشاشته أمام ضربات المجاهدين، وكلفته خسائر كبيرة جدا من كبار الضباط والجنود، وتمكن المجاهدون من اغتنام الكثير من العدة والعتاد، وفوق ذلك مزقت غشاوة اليأس عن أعين الكثيرين من أهل ثورة الشام.
فيا أهلنا الصابرين في الشام عامة، وفي حوران العزة والنخوة والإباء خاصة... يا من انطلقت شرارة الثورة من دياركم وهتفت حناجركم في وجه القتلة (الموت ولا المذلة)، ألا تنصرون الله وتهبون لتنصروا إخوانكم في الغوطة، وتتحركون لتضغطوا على فصائلكم لينصروا إخوانهم ويؤازروهم بمعارك حقيقية، فيكسروا الخطوط الحمراء، ويفتحوا جبهات حقيقية أصبحت ضعيفة اليوم، فتذيقون نظام المجرم الهزيمة، وتعجلون من إسقاطه، خاصة ونحن نسمع عن الأرتال التي يسحبها النظام من حوران لتساند قواته المتهاوية في الغوطة؟.
فكونوا كما عهدناكم دائما أهلا للنصرة والفزعة، ولتتحرك الحاضنة الشعبية بأعمال حقيقة تضغط من خلالها على الفصائل للتحرك لنصرة إخوانكم في حرستا وغيرها من المناطق، وتذكروا قول الحبيب المصطفى: (مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ عِرْضُهُ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَتُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ). وقوله أيضا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
شادي العبود