press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٨١٥ ١٣٤٢١٧

 

 

الهجرة النبوية هي حدث عظيم ذا مكانة عند المسلمين، ويقصد بها هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى يثرب حيث أقام النبي الدولة الإسلامية الأولى وأصبح للمسلمين كيان يحميهم ويدافع عنهم وكانت البداية في يثرب والتي سُميت بعد ذلك بالمدينة المنورة.

يجب ألا نتعامل مع هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة على أنها حدث تاريخي أو أنها واقعة وقعت مع النبي وأصحابه بل هي بداية لتحول عظيم للمسلمين خاصة، وهو قيام (الدولة) الإسلامية وللعالم أجمع لأنها ستنقذ بنظام الإسلام البشرية من الظلم والجور الذي كانت تشقى بسبب قوانينه الوضعية.

بعد أن عقدت بيعة العقبة الثانية، وأصبح الأنصار يمثلون عددا لا بأس به في يثرب، وأصبح الجو العام في يثرب مهيئاً لقبول الإسلام ومن ثم قبلوا أن يعطوا نصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يحموه مما يحمون منه نساءهم وأبناءهم وأموالهم، بعد كل هذه الأمور العظيمة التي حدثت في فترة وجيزة جدا، جاء الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى يثرب.

إن الهجرة هي وحي من الله وليست حادثة حصلت مع النبي والصحابة، وليست بسبب الضعف والظلم الذي تعرض له المسلمون كما يتحدث البعض فهاجروا فرارا بدينهم، فالهجرة ليست هروبا ولا فرارا؛ بل كانت استعدادا ليوم عظيم، أو لأيام عظيمة، لذلك عظم الله جدا من أجر المهاجرين؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} [الحج: 58، 59].

من هذا المفهوم ندرك أن هجرة النبي كانت أساسا لإقامة الدولة ليكون للإسلام كيان سياسي يجسده ويجعله مطبقا في واقع الحياة.
وقد كان عليه السلام بالإضافة إلى كونه نبي مرسل حاكما يطبق شرع ربه و النظام الذي ارتضاه لعباده.
وكان لاجتماع هذه المقومات (الحاضنة الشعبية) و(أهل القوة) و(أصحاب المشروع السياسي) المتمثل في النبي وأصحابه حاملي مبدأ الإسلام ووجود أهل الأنصار في يثرب سببا لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها ولقيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة.

الهجرة النبوية أسست أعظم دولة في التاريخ، بقيادة أعظم رجل في التاريخ، فأنشأت أرقى مجتمع في التاريخ، وأنشأت أعظم حضارة في التاريخ، وأقوى دول التاريخ.

هذا معنى الهجرة النبوية، وليست كما يرويها لنا المؤرخون والمشايخ ويقتصرون على العنكبوت واليمامة.
وفي الختام أبارك للأمة الإسلامية بهذا العام الجديد 1443 هجري
ونسأل الله أن يجعله عام عودة الخلافة التي بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأن يجعل بدايته نهاية للحكم الجبري وأوسطه قيام دولة الاسلام
وآخره عودة #الاقصى للمسلمين وفتح روما، وما ذلك على الله بعزيز والحمد لله رب العالمين.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز