press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

استمرار خيرية الأمة الإسلامية

 

 

حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آخر الزمان وبيّن أن الأمة ستكون كالغثاء ثم بيّن أن سبب ذلك هو الوهن والذي شرحه بقوله "حب الدنيا وكراهية الموت"، عندما تسمع هذا الحديث وأنت موقنٌ بربك مستعد للتضحية في سبيل الله، فلا تظنن أن الحديث يخالف واقعك ، بل لا بد أن يُفهم كلام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فهماً صحيحاً ، كي لا يلتبس أمر الله على المسلم .

ففي قواعد أصول الفقه يذكر العلماء أن الجملة الخبرية إذا اقترنت بذمّ فإنها تفيد طلب الترك، وكذلك الجملة الخبرية إذا اقترنت بمدح فإنها تفيد طلب الفعل ، ولتوضيح ذلك أورد مثالاً : قوله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بأصبعيه) فيفهم من الحديث طلب القيام بكفالة اليتيم، وقوله صلى الله عليه وسلم (دخلت امرأة النار في هرة حبستها) فيفهم من الحديث طلب ترك حبس الحيوانات وإيذائهم .

وعليه فإن حديث الغثاء ، يُفهم منه طلب ترك حب الدنيا ، وترك كراهية الموت ، ولا يُفهم منه أن هذه الأمة تُودّع منها، ولا خير فيها، ولا يمكن لها أن تتغير ، ولا ينفع معها خطاب أو أنها تستحق العذاب .
بل يجب أن يُفهم الحديث كما هو المُراد منه، وهو طلب ترك ما حرم الله من التعلق بالدنيا ومتاعها، والتمسك بها لدرجة أن يكره الإنسان لقاء ربه لشدة تعلقه .

فما على المسلمين اليوم وهم يرون حكامهم قد ساموهم سوء العذاب ، وأعانوا أعداء الإسلام في حربهم على الإسلام والمسلمين، ما عليهم إلا أن يطردوا حب الدنيا من قلوبهم ، فيُقبلون على ربهم راضين بحكمه ، واثقين بنصره ، لأن الله وعد عباده المؤمنين العاملين بالنصر والظفر ، ولن يخلف الله الميعاد ، بل أوجب على نفسه جل وعلا أن ينصر عباده المؤمنين فقال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} .

=====
منير ناصر