لابدّ من قيادة عسكريةٍ صادقةٍ مخلصةٍ تسير تحت توجيهات قيادة سياسية مخلصة واعية تحمل مشروعاً نهضوياً مبدئياً للأمة جمعاء ، فرسولنا الكريم عندما وجَدَ من ينصر دعوته ، وهم آنذاك أهل المدينة أرسل مصعب رضي الله عنه مباشرة إلى المدينة ليعرض عليهم مشروع الإسلام العظيم ، فوجد سيدنا مصعب أن المدينة تعاني من اضطرابٍ وحربٍ ضروس بين الأوس والخزرج ، فكان أول عمل سعى إليه مصعب رضي الله عنه هو إنهاء حالة الخلاف بين القبيلتين ، وجمعهم على كلمة واحدة تحت مشروع الإسلام العظيم ، فدعا قادة الأوس والخزرج للإسلام ، حتى أسلموا وأنهوا نزاعاً وحرباً استمرت أكثر من أربعين عاماً ، وبعد إسلامهم أصبحوا قوة واحدة وأعطوا النصرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأقاموا معه دولة النبوة ، فنالوا شرف نصرة رسول الله وسمّاهم الله بالأنصار ، فبذلوا أموالهم وأنفسهم في سبيل الله سبحانه وتعالى .
واليوم في ثورة الشام المباركة و بعد تدخل الغرب الكافر فيها ، وتفرقته لصف المجاهدين و تحويلهم إلى فصائل متناحرة تقاتلت فيما بينها ، وسفكت الدم الحرام نظراً لارتباط قادة المنظومة الفصائلية بالداعمين المجرمين وأسيادهم ، فلابد للمخلصين من أبناء الفصائل الانفكاك عن هذه المنظومة المقيتة ، والتوحد على مشروع يرضي الله ، يُسقط القادة العملاء ويعطي النصرة للقيادة السياسية الصادقة صاحبة مشروع الإسلام العظيم ، حتى يكمل المجاهدون مسيرتهم نحو فتح الجبهات ومقاتلة النظام المجرم في عقر داره حيث جبهة الساحل و دمشق ، فيسقطونه ويُقيمون على أنقاضه حكم الإسلام . قال تعالى: ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ )
-------------
مصطفى نجار