لقد دفع أهل الشام من دمائهم وأعراضهم وتضحيات أبنائهم مالا يعد ولا يحصى ، و جرائم النظام المجرم طالت كل المدن والقرى على أيدي شبيحته الذين تسلطوا على أهل الشام الكرام في سوريا .
وقد جاءت هذه الثورة لأهل الشام كزكاة عمر قضوه تحت سطوة هذا الجلاد المستكبر ردحاً من الزمن ، زكاة ندفعها برضى لله سبحانه وننتظر نصره وتمكينه لعباده الصالحين المصلحين ، ولا يظننَّ ظان أن أهل الشام الكرام مهما تكاثرت عليهم مكائد الكائدين ومؤتمرات الخائنين والطاعنين والمتآمرين أنهم يضعفون أو ييأسون من نصر ربهم ، ويسلمون أنفسهم لعدوهم ليعاد شريط الإجرام عليهم مرة ثانية .
فما هم إلا جمر تحت الرماد يزداد اشتعالاً وتوهجاً كلما كشف المتآمرون اللثام ، وكشّروا عن أنيابهم في التطبيع والمصالحة مع قاتل أهل الشام .
ولا يظن النظام التركي أنه بإجرامه بحق اللاجئين من أهل الشام الذين خرجوا إليه بعد أن ذاقوا الموت ألواناً على يد النظام المجرم يستطيع خداع أهل الثورة بعد اليوم .
هذا الخداع بات مكشوفاً و لن يفت بعضد أهل الشام بسيره في خطوات التطبيع العملية و سعيه لتعويم النظام المجرم ، من خلال التصريحات النارية ودفع الأدوات لفتح معابر الذل والخيانة مع هذا السفاح المجرم .
فهو لن يزيد أهل الشام إلا يقيناً بأنكم ما كنتم يوماً سنداً لثورة أهل الشام ، بل خنجراً طاعناً في ظهرها ، ولكن لتعلموا أن هذه الثورة التي أوقد شعلتها أهل الشام من دمائهم لن تنطفئ بعد اليوم .
فهؤلاء الأحرار الذين خرجوا رفضاً لخطواتكم التطبيعية ، هم يقولون لكم بالفم الملآن لن نكل ولن نمل ولن نستكين ، وسنبقى جمراً تحت الرماد حتى تشتعل ناره لتحرق كل الخائنين المتآمرين ومخططاتهم القذرة وستكمل مسيرتها نحو إسقاط النظام المجرم بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الرحمن الجلوي