أكثر من ألفي غارة جوية شنها سلاح الجو الروسي (1150 غارة) وسلاح الجو السوري (900 غارة) أهلكت الحرث والنسل فدمرت المستشفيات وأسواق الخضار والمخابز، وارتقى نتيجتها 900 شهيد وأصيب 2000 من المدنيين العزل، و العالم كله متواطئ مع سفاح دمشق ومجرم موسكو في وحشيتهم المستمرة للقضاء على أهل الغوطة الأبطال الذين رفضوا الركوع لفرعون، أو نيرون العصر بشار. ولكن بشار ليس أكثر من دمية تضفي مسحة "شرعية" لتدخل الطيران الروسي الذي يعكس حقد بوتين الدفين على الإسلام والمسلمين.
تماما كما أن صمت الدول الغربية، التي تسمى "المجتمع الدولي" يكشف عن مشاركتها في هذا العدوان الآثم. هذه الدول التي سبق لها أن رفعت، بزعمها، شعار: "لن نسمح مجددا" Never Again""، هذا الشعار أطلق لمنع تكرار "محرقة اليهود" المزعومة. ولم يتم تنفيذه لا في سيربرينستا-البوسنة عام 1995، حين قامت قوات "حفظ السلام" التابعة للأمم المتحدة بتسليمها لعصابات الصرب المجرمين ومنحهم الضوء الأخضر لارتكاب المحرقة بحق 11000 من المسلمين، ولا في رواندا عام 1994، ولا في أفريقيا الوسطى عام 2016، ولا في ميانمار عام 2017...
ولا عجب فالجنرال جون توماس، من غرفة القيادة المركزية الأمريكية أخبر صحيفة "الدايلي بيست": ليست قضيتنا حماية الغوطة، القيادة الوسطى للجيش الأمريكي عملها الوحيد في سوريا هو هزيمة تنظيم الدولة وغيره من التنظيمات (الإرهابية). أما منع الإرهابي الأكبر بشار الأسد، وهو عميل أمريكا المخلص، فلا يدخل ضمن مهام القوات الأمريكية في سوريا. واستكمالا للمسرحية المجرمة أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فلتمان في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي بتاريخ 28/2/2018 للاستماع إلى تقرير حول الوضع الإنساني في سوريا أن "الأمم المتحدة ستواصل المطالبة بالعدالة وملاحقة المسؤولين عن الجرائم في سوريا".
وهذا الضوء الأخضر الأمريكي يفسر تصريح لافروف بقوله "هناك مجموعات سواء في الغوطة الشرقية أو في إدلب، التي يقدمها شركاؤها ورعاتها الغربيون كأنها معتدلة، وبينها أحرار الشام و جيش الإسلام، تتعاون مع تحرير الشام"، مشيراً إلى أن النظام السوري وموسكو سيواصلان استهدافهما. نعم لافروف يتهم حركة أحرار الشام، التي تخوض حربا ضروسا ضد هيئة تحرير الشام في إدلب، بأنها تتعاون مع هذا التنظيم المصنف (إرهابيا) ليبرر حملة التدمير القائمة على سياسة الأرض المحروقة في الغوطة. ولهذا لم تقبل روسيا، ولا الأمم المتحدة، بالعرض الذي قدمه "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" بإخراج عناصر هيئة تحرير الشام من الغوطة. فإخراجهم يسقط ذريعة مكافحة (الإرهابيين). وعدم إخراجهم يبرر قصف الأطفال و النساء ونسف المشافي وأسواق الخضار والمخابز والصيدليات وسيارات الإسعاف. وكل هذا تحت سمع وبصر "المجتمع الدولي" الذي يرفع شعار الحضارة و حقوق الإنسان!!
ويتم أيضا تحت سمع وبصر حكام المسلمين المشغولين بخدمة مصالح أسيادهم في الغرب المستعمر، وتحت سمع وبصر قادة الجيوش في بلاد المسلمين. هذه الجيوش التي تستنزف آلاف المليارات من ثروات المسلمين، فإن لم تقم بواجبها في حماية المسلمين والذود عن أعراضهم ودمائهم فما هي الغاية من وجودها يا تُرى؟!
قال ﷺ: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» اللهم إنا مغلوبون فانتصر.
د. عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
التاريخ الهجري 21 من جمادى الثانية 1439هـ
التاريخ الميلادي الجمعة, 09 آذار/مارس 2018 م
رقم الإصدار: 1439هـ / 014
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/markazy/cmo/50282.html