ما إن توفرت الإرادة والعزيمة حتى حقق المجاهدون خلال أيام معدودة انتصارات على قوى الظلم والطغيان في مدينة حلب شمال سوريا؛ رغم مشاركة التحالف الدولي بقيادة رأس الكفر أمريكا إلى جانب عميلها طاغية الشام وحليفها الاتحاد الروسي في قصف مواقع المجاهدين واستهداف المدنيين بشكل جنوني لكسر إرادتهم، إلا أن آلة البطش الدولية وقفت عاجزة أمام ثبات أهل الشام واستعدادهم للتضحية في سبيل الله، وإن ما حصل في هذه الأيام القليلة الماضية ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك أننا قادرون على تحقيق النصر بإذن الله سبحانه وتعالى إذا توكلنا على الله حق توكله وتوفرت العزيمة والإرادة الصادقة البعيدة عن تحكم الداعم ومصالح أسياده.
إن ما نشأ عن توافق بعض الفصائل - في الشمال- من السيطرة على مواقع هامة في حلب وفك الحصار عن أهلنا في حلب؛ يقودنا للعمل أكثر من أي وقت مضى باتجاه توحد جميع الفصائل المخلصة على ما يرضي الله، بتوحدها على مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأن تقطع الفصائل المرتبطة بغرف الموك والموم علاقتها بهم وبغيرهم من الداعمين الذين يتحكمون بقراراتها ويضعون الخطوط الحمر التي لا يجوز تجاوزها من أجل المحافظة على نظام الإجرام! ومن ثم العمل على استهداف نظام الإجرام بشكل منظم يؤدي إلى إسقاطه بأسرع الطرق وأقصرها، فتستهدف رأسه في دمشق وخاصرته في الساحل وتضربه ضربة رجل واحد في الجنوب كما في الشمال، عندها ستتحول هذه الفصائل المتفرقة إلى سيل جرار يقتلع شجرة النظام الرأسمالي الفاسد من أساسها ليغرس مكانها شجرة الإسلام العظيم لتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها...
أيها المجاهدون في أرض الشام:
إن قوى الكفر والطغيان قد يئست أمام صمودكم وثباتكم؛ فأروا الله من أنفسكم خيرا، قال تعالى:( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). وها أنتم قد فتحتم أبواب الجحيم على طاغية الشام فلا تغلقوها، واصبروا فإن النصر صبر ساعة، ولتكونوا كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في قوله: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) رواه البخاري. فأعلنوها حربا مفتوحة على كافة الجبهات ضد طاغية الشام، فهو والله أعجز من أن يصمد هو وأسياده أمام قوة الحق المؤيدة من جبار السماوات والأرض، أشعلوا النار من تحت أقدام الطغاة ولتكن ثورة الشام المباركة درسا ينسي أعداء الله وساوس الشيطان، فأنتم أحفاد الصحابة؛ وأنتم أحفاد سعد وعبادة؛ وأنتم من سيعيد كتابة التاريخ من جديد بمداد من نور.
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
ها أنتم رأيتم بأم أعينكم تكالب الغرب علينا وحرصه على القضاء على إسلامية ثورتنا بإدخالها في نفق المفاوضات و إصراره على أن الحل لثورة الشام هو حل سياسي يحافظ على أركان النظام وآلة بطشه وقمعه من جيش ومخابرات تارة ودعمه لعميله طاغية الشام تارة أخرى، فلا تسمحوا لأحد أن يساوم على دماء أبنائكم الطاهرة في سوق المفاوضات النجسة، واقطعوا كل يد تريد أن تصافح قاتل الأطفال ومنتهك الأعراض تحت أية ذريعة كانت، وأعلنوها صراحة أننا لن نفاوض ولن نستسلم ولن نداهن ولن نستكين حتى يأتي وعد الله؛ وحتى تتحقق بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهاية الملك الجبري وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وتطبيق حكم الله، فقضيتنا لن تحل إلا بالاعتماد على أنفسنا بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى، وإن أي اعتماد على أعداء الله في حل قضايانا هو انتحار مصيره الذل والخسران. فاستمروا بها كما بدأت هي لله؛ و لا ترضوا بغير رسول الله صلى الله عليه وسلم لها قائدا؛ ولا بغير شرع الله لها منهاجا؛ ولن تستطيع قوى الكفر ولو اجتمعت أن تعيد أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى ظلمات الجاهلية. قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).
3/ ذو القعدة / 1437هـ
6/ 8/2016 م
حزب التحرير
ولاية سوريا
التسجيل المرئي: