بسم الله الرحمن الرحيم
انتفاضة دير الزور ما لها وما عليها
بدأت الأحداث فجر عيد الأضحى المبارك ونتيجة الفلتان الأمني؛ قام ملثمون يستقلون دراجة نارية بقتل شيخ ومختار الدحلة علي الويس بالقرب من حاجز لقسد ولاذوا بالفرار.
ثم بعد ذلك وبالطريقة نفسها كانت محاولة اغتيال شابين في جديد عكيدات؛ أصيب الشابان بجروح وهرب المنفذون، ثم حصل احتقان لدى الأهالي في جديد عكيدات، وخرجت مظاهرة ضد قسد والفلتان الأمني؛ حيث سيطرت قسد على الوضع في الجديد بدعم من طيران التحالف، ثم في ثاني أيام العيد قتل الشيخ مطشر الهفل وقتل سائقه؛ وجرح الشيخ إبراهيم الهفل عن طريق شخصين ملثمين يستقلان دراجة نارية وهربا، وقد حصل ذلك في منطقة حوايج ذيبان أيضا بالقرب من حاجز لقسد، فخرجت مظاهرة عارمة في ذيبان والحوايج سيطر المتظاهرون فيها على حواجز قسد في المنطقة وقتلت امراة و جرح العديد من عناصر قسد وأسر بعضهم.
على ضوء هذه الأحداث قامت قسد باستقدام تعزيزات عسكرية من الشدادي ومن الخط الغربي وخاصة من الكسرة ومن حقل العمر؛ وطوقت المنطقة بدعم من طيران التحالف وسيطرت على المنطقة، ثم بدأت دعوات من الكثير من المناطق المحررة تدعو إلى وحدة الصف في مواجهة قسد ووضع حد لممارساتها القمعية.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
لا شك أن ما يحدث في الخط الشرقي لدير الزور من حراك واحتجاجات؛ وما تبعها من دعوات إلى وحدة الصف والكلمة في باقي المناطق؛ ليدل دلالة واضحة على أن روح الثورة لا تزال موجودة في نفوس أهل الشام؛ وأن أهل الشام لا يسكتون على ضيم مهما مورست عليهم الضغوط بكافة أشكالها، إلا أن هذا الحراك تنقصه الضوابط التي تحصنه وتمنعه من الامتطاء ومن ثم الاستغلال، وتضمن له الخروج من عنق الزجاجة؛ وخاصة مع وجود جهات سورية عدّة مدعومة بتحركات دولية، هذا بالإضافة إلى خلايا تنظيم الدولة، وتلك الجهات همها الوحيد تحقيق مصالحها وخاصة مع وجود ثروة نفطية يسيل لها لعاب مصاصي الدماء الذين يتربصون بالمنطقة الدوائر، وسيعملون جاهدين على استغلال الأحداث كل لصالحه، فكان لابد من الاتفاق على هذه الضوابط حتى لا تقع المنطقة تحت سياسة تبادل الأدوار؛ فيذهب مستبد مارس الظلم والتسلط والقتل والاغتيالات؛ ليأتي مستبد آخر يمارس الدور نفسه، فقد عايش أهل المناطق الشرقية تسلط تنظيم الدولة الذي ذهب ليحل محله تسلط قوات سوريا الديمقراطية وهكذا دواليك، فليست القوات التابعة لما يسمى الجيش الوطني بأفضل حال؛ وليست المنظومة الفصائلية هي الحل للخروج من هذا الوضع المقيت، فقد مارست هذه المنظومة بمختلف توجهاتها الظلم والتسلط في كل مكان في المناطق المحررة؛ من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، فضلا عن افتقادها للمشروع الواضح الذي يحدد الأهداف ويوحد الجهود ويعصم من الزلل والانحراف.
أيها الثائرون و المنتفضون ضد الظلم والطغيان في ريف دير الزور و في كل مناطق ثورة الشام:
إن الحراك الثوري لا بد أن يكون لله وحده؛ وأن يكون ذلك في مقدمة الضوابط، فكل عمل لا يكون خالصا لله عز وجل هو دعوى جاهلية مصيره الضياع وسيصير هباء منثورا، ولن يكون إلا ردة فعل مؤقتة، وسيكون مجرد فورة مشاعرية سرعان ما تنتهي؛ ولن يكون ثورة حقيقية أبدا.
ومعنى أن يكون الحراك لله عز وجل؛ أن ينضبط بأحكام الإسلام، فلا يصح فيه الركون للظالمين فضلا عن أخذ الأوامر منهم؛ بل الواجب هو قطع يد الطغاة والظالمين الذين يتسترون بالدعم و المناصرة من أجل سرقة الجهود و التضحيات و حرفها عن ثوابتها وأهدافها كما حصل من قبل، فلا يصح المساومة والمداهنة في ذلك؛ ولا يصح فيه السير على غير هدى ولتكن مرضاة الله عز وجل هي غاية الغايات؛ ففيها السعادة في الدارين، وليكن الاعتماد على الله وحده سبحانه وتعالى لا أحد سواه هو الركيزة والمنطلق، قال تعالى:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا...).
الأحد 19/ ذو الحجة/ ١٤٤١هـ
الموافق٩/ آب/ ٢٠٢٠م
حزب التحرير/ ولاية سوريا