صرح بشار الأسد في مقابلة أجرتها معه المجلة الفرنسية "باري ماتش" والتي نشرت في 3/12/2014م مقتطفات منها، قائلا "لا يمكن القضاء على الإرهاب من الجو، ولا يمكن تحقيق نتائج على الأرض إن لم تكن هناك قوّات بريّة ملمّة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرّك معها بنفس الوقت". وأضاف "أريد أن أؤكد شيئاً هاماً وهو أن بقائي رئيساً ليس هدفاً بالنسبة لي لا قبل الأزمة ولا خلالها ولا بعدها. لكن نحن كسوريين لن نقبل أن تكون سوريا دولة دمية للغرب".
إن هذا المجرم الذي قتل من أهل سوريا أكثر من مئتي ألف شهيد، وهجر الملايين منهم ولم يدع سلاحا إلا واستعمله في إبادة الشعب لكسر إرادته وثنيه عن إكمال ثورته للإطاحة به وبنظامه، الذي تتستر واشنطن على إجرامه وتدعمه كما تسترت من قبل ودعمت إجرام أبيه في حماة وسواها من المناطق السورية، بل وفي لبنان أيضا... بشار ذاك الذي لم يكترث لاعتداءات كيان يهود المتكررة على سوريا، فلم يحرك ساكنا لردعهم وزجرهم، بل ظل على عهد أبيه الحارس الوفي على أمن كيانهم، ثم يأتي بعد هذا كله ويصرح بأنه لا يمانع في شن أمريكا وحلفها لمئات الغارات في شمال وشرق ووسط سوريا... ثم يزعم أنه حريص على البلاد والعباد فيدعو أوباما علانية إلى التحالف مع نظامه المجرم للقضاء على الإرهابيين الثائرين عليه، بحجة أن الضربات الجوية التي تشنها أمريكا غير كافية لإنجاز المهمة التي تفرض مواكبة القوات البرية لعصابات الأسد ومرتزقته للضربات الجوية!!.
ثم يقول أنه لن يقبل أن تصبح سوريا أداة بيد الغرب!!.
فهل آن الأوان لقادة حزب إيران في لبنان الذين طالما زعموا أن الأسد هو بطل الممانعة والمقاومة أن يخرجوا رؤوسهم من رمال النعامة ليروا الحقيقة ويسمعوها؟ أم أن سادتهم في إيران صاحبة شعار الشيطان الأكبر أفتوهم بأن موالاة الشيطان الأكبر واجبة لضرورة التصدي للخطر التكفيري المزعوم؟؟
فماذا ترك قادة إيران من حجج وذرائع بعد أن افتضحت مشاركتهم في جرائم الاحتلال الأمريكي في أفغانستان والعراق والآن في سوريا؟ أم أنهم حريصون على تقديم المزيد من الخدمات لأمريكا؟!
لطالما كشف حزب التحرير عن عمالة النظام الأسدي لأمريكا في عهد الهالك حافظ وعهد ابنه من بعده بشار، والحمد لله أن الأحداث الأخيرة كشفت لكل ذي بصيرة حقيقة هذه العمالة، كما كشفت حقيقة إجرام النظام الإيراني ومسارعته لتمكين أمريكا من تنفيذ مخططاتها في استعمار الأمة واستعبادها عبر الأنظمة المجرمة...
لكم الله يا أبطال الشام؛ لقد عريتم ببطولتكم خيانات الحكام والأنظمة كما كشفتم عن التحالف الشيطاني بين مدعي المقاومة والممانعة وبين رأس الأفعى الاستعمارية...
التاريخ الهجري 15 من صـفر 1436
التاريخ الميلادي 2014/12/07م
رقم الإصدار: 1436هـ / 006
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير