السؤال الأول:
نعلم أن روسيا دخلت سوريا باتفاق مع أمريكا أو بأمر منها للمحافظة على النظام وتهيئة الأجواء للحل السياسي مع المعارضة... ولكن لوحظ أن أمريكا تكاد تقاطع محاولات روسيا لجمع النظام مع المعارضة في أستانة وسوتشي وغيرها فهي إن حضرت فبصفة مراقب كالأردن! فما تفسير ذلك وشكراً؟
الجواب:
إن تفسير ذلك يكاد يتلخص في كلمتين: عنجهية أمريكا وغباء روسيا... وبيان ذلك:
1- صحيح أن تدخل روسيا كان بموافقة من أمريكا أو بأمر منها ولمصلحة أمريكا... وقد سبق أن وضحنا هذا الأمر في نشرة أصدرناها بتاريخ 11/10/2015م، وقد جاء فيها (... وهنا كانت الطامة فأمريكا تُظهر نفسها مع الثوار وصعب عليها قتالهم علناً، وهم قد ألحقوا ضرراً بالنظام، ولم ينضج البديل الأمريكي بعد، فكانت تلك اللعبة النارية القذرة بأن تقوم روسيا بالمهمة، فدورها دعم النظام علناً وضد الثوار علناً، والحرب عليهم عندها مبررة، والنظام جاهز لاستدعاء روسيا بأمر من أمريكا وهذا ما كان... فقد وافقت روسيا على لعب هذا الدور الشرير القذر في سوريا خدمة لأمريكا!...) ووضحنا هذا الأمر أكثر في جواب سؤال أصدرناه في 18/11/2015م بعنوان: (آخر المستجدات على الساحة السورية) وجاء فيه: (... أ- عدوان روسيا على سوريا في 30/9/2015 سبقه مباشرة اجتماع أوباما وبوتين في 29/9/2015 ودام الاجتماع 90 دقيقة... احتلت الأزمة الأوكرانية الجزء الأول منه بينما ركز الرئيسان على الوضع في سوريا بالجزء المتبقي. وقد ظهرت نتائج هذا اللقاء فوراً "وفي 30/9/2015 وافق مجلس الاتحاد الروسي بالإجماع على طلب بوتين استخدام القوات الجوية الروسية في سوريا... روسيا اليوم 30/9/2015"...
ب- حتى المواقع التي كانت تضربها روسيا في سوريا كان معظمها باتفاق مع أمريكا فقد نقلت سي إن إن في 4/10/2015: "الجنرال أندري كارتابولوف، المسؤول العسكري في قيادة الأركان بالجيش الروسي قال مساء السبت 3/10/2015، إن المناطق التي تم استهدافها من قبل سلاح الجو الروسي في سوريا كانت قد عُرّفت لموسكو سابقاً من قبل القيادة العسكرية الأمريكية بأنها مناطق تؤوي إرهابيين فقط...").
وهكذا فإن أمريكا أدخلت روسيا إلى سوريا لدعم النظام وتهيئة الأجواء للحل الأمريكي، ولم تدخلها لصياغة حل كأنها هي التي تتحكم في الأمور في سوريا... ولكن غباء روسيا دفعها بعد أن قامت بأعمال وحشية واستطاعت أن تحافظ على عدم سقوط النظام، دفعها لأن تظن أنه يمكنها أن تدير الحل السياسي ولا ترى أن أمريكا قد تعارض، بل توافق ما دامت هي، أي روسيا، قد أدت الدور الوحشي في سوريا كما طلبت أمريكا فحمت النظام من السقوط...
2- وبناء على هذا الظن الساقط دعت إلى اجتماعات أستانة وسوتشي ودعت الفصائل ووضعت مشاريع... ودعت أمريكا للمشاركة وأن يكون لها دور فاعل معها: (وقال بيسكوف، اليوم السبت، إنه كانت هناك تطورات إيجابية فيما يخص التسوية السورية في الفترة الأخيرة، "لكن ذلك يتطلب جهوداً مشتركة من أجل إيصالها إلى مستوى جديد نوعياً. وكل ذلك يتطلب تعاملاً بين روسيا والولايات المتحدة بشكل أو بآخر"... أورينت نيوز 4/11/2017)، وكانت روسيا تأمل بأن يعقد لقاء قمة بين رئيسها بوتين والرئيس الأمريكي ترامب في فيتنام خلال قمة "آبيك" 10/11/2017، وطالبت علناً وفي مرات عدة بعقد لقاء بين الرئيسين، واستمرت تطالب حتى أثناء انعقاد القمة بشكل يدل على مدى حاجة روسيا للتنسيق مع أمريكا بخصوص علاقاتهما الثنائية وبخصوص سوريا، إلا أن أمريكا لم تستجب ووافقت فقط على إصدار بيان مشترك للرئيسين وكأن اللقاء قد تم، مع أنه لم يرْقَ لدرجة لقاء، وإنما بيان أعده خبراء من الطرفين ومصافحة رئيسين. وهذا مثال على النداء الروسي لأمريكا الذي يرقى إلى درجة التذلل.
3- إن روسيا تدرك في الوقت ذاته أنها عاجزة عن ذلك بدون أمريكا، فترسل لها النداء تلو النداء على أمل الاستجابة، وقد ظهر عليها نوع من التذلل في ذلك كما ذكرنا آنفاً في مطالبتها بعقد لقاء بين بوتين و ترامب.
ولأن روسيا تستعجل الحل في سوريا فقد دعا رئيسها بوتين بشار المجرم لعقد لقاء في سوتشي في 20/11/2017م، ثم اتصل مع ترامب في 21/11/2017م يخبره بما دار من مباحثات مع بشار: (أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اتصالاً هاتفياً اليوم الثلاثاء مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب ركز على بحث الأزمة في سوريا ونتائج لقائه بشار الأسد. روسيا اليوم 21/11/2017م)
وهكذا فإن روسيا تريد وبقوة الإسراع في حل الأزمة السورية، وتتوهم كعادتها أنها القوة العظمى التي تشارك بجانب أمريكا حل الأزمة السورية، لذلك نجدها تتلهف لتلقف الحل السياسي اليوم لأنه يمثل الخروج الأمثل لها، فالحل السياسي يوقف نزيفها خاصةً الاقتصادي الناجم عن مشاركتها العسكرية... لكل ذلك فقد أخذت بالمبادرة لعقد لقاءات توحي بأنها تقود الحل في سوريا، فتستدعي بشار اليها، ثم تستدعي أردوغان وروحاني، ثم تخطط لاستدعاء ما تسميه ممثلي "كافة أطياف الشعب السوري" للخروج بحل للأزمة. وهي تستجدي أمريكا أن تشترك معها لينضج الحل بسرعة فهي قد أعلنت نيتها سحب بعض قواتها (قال فاليري جيراسيموف رئيس أركان القوات المسلحة الروسية الخميس إنه سيتم على الأرجح تقليص حجم القوة العسكرية الروسية في سوريا "بشكل كبير" وإن ذلك قد يبدأ قبل نهاية العام الجاري... يورو نيوز 23/11/2017) ومع ذلك تتباطأ أمريكا في إجابة طلبات روسيا...
4- فهذه هي اللعبة الأمريكية مع روسيا بخصوص سوريا، أي تركها وحدها في المستنقع وإهمال مطالبها وعدم التنسيق معها إلا بالقليل وغالباً عبر الأتباع، ومنها يتبين بأن كافة مساعي روسيا لقيادة الحل السياسي في سوريا محكوم عليها بالفشل بفعل وقوع روسيا في مستنقع أمريكي كبير في سوريا، والذي تسكت عنه أمريكا وتشجعه هو استمرار روسيا بوصفها واحدة من أدوات الهيمنة الأمريكية التي تستخدمها في سوريا ضد الثورة وضد الحالة الإسلامية فيها، وليس لروسيا أي دور قيادي في حل الأزمة السورية رغم ما تظهره من مشاهد لقاءات ومؤتمرات واستقبال في موسكو وسوتشي...
وقبل أن يتضح مسار روسيا مع أمريكا فإن كافة مبادرات روسيا للحل في سوريا ستقف عاجزة تنتظر مشاركة أمريكا، وعندما تنضج عناصر الحل في سوريا فإن المتوقع أن تتقدم أمريكا بنفسها عبر الأمم المتحدة، أو عبر الدول التابعة لها في المنطقة لفرض الحل في سوريا.
5- هذا ما يبدو من تحركات روسيا وأمريكا في سوريا وهي تحركات مقدور على إفشالها بإذن الله إذا ما استقامت الفصائل المسلحة وفكت ارتباطها بعملاء أمريكا الإقليميين وبخاصة تركيا والسعودية، ومن ثم وقفت في وجه النظام بصدق وإخلاص ملتحمة مع المخلصين في الأمة، معتصمة بحبل الله... وعندها فإن سوريا بإذن الله ستكون خيبة أمل لأمريكا وروسيا، وقاصمة لظهرهما معاً ومن ثم يخرجان يجران أذيال الهزيمة لا يلوون على شيء... وما ذلك على الله بعزيز.
السؤال الثاني:
عاد الحريري عن استقالته واجتمعت الوزارة برئاسته في 5/12/2017 وصرح بعدها أن الوزارة وافقت على النأي بالنفس... وبتتبع تصرفات الحريري يظهر فيها الاضطراب والتناقض: بعد سنين من الفراغ الرئاسي في لبنان ذهب الحريري إلى عون في 20/10/2016 واتفق معه على الرئاسة والحكومة وهو يعلم أن عون وحزب الله كتلة واحدة وأن الحزب هو العنصر الفاعل... وفي 04/11/2017م أعلن الحريري استقالته وهو في السعودية وصب جام غضبه على حزب الله... والآن عاد عن استقالته واستمر في الحكومة وفيها حزب الله! فما تفسير هذا الاضطراب والتناقض؟ ثم هل هناك توجه لتقليص نفوذ إيران وحزبها؟ وهل يتوقع عُدوان من دولة يهود على لبنان أو على حزب الله مستغلة الظروف الحالية؟ وجزاك الله خيراً.
الجواب:
لكي يتضح الجواب لا بد من ذكر واقع العلاقة بين آل الحريري وبين السعودية وهي أن الحريري تبع للسعودية فإن كان الحاكم السعودي موالياً للإنجليز انعكس ذلك على الحريري في تصرفاته في سياسته بلبنان وهكذا إن كان الحاكم موالياً لأمريكا... وعلى ضوء ذلك يمكننا الإجابة على النحو التالي:
1- انتهت ولاية الرئيس اللبناني الأسبق ميشيل سليمان في أيار/مايو 2014م وكان الحاكم في السعودية هو الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولأن عبد الله كان موالياً للإنجليز... ولأنه كان هناك إصرار من حزب الله أن يكون عون هو الرئيس ومعروف أن حزب الله وعون كانوا مدعومين من إيران الموالية لأمريكا... لذلك فلم يوافق الملك عبد الله أن يكون عون هو رئيس لبنان، ومن ثم أمر سعد الحريري أن يعارض ترشيح عون لرئاسة الجمهورية حيث إن سعد الحريري كان في سياسته تبعاً لسياسة السعودية أي كما هي سياسة عبد الله، ولذلك بقي مركز رئاسة الجمهورية اللبنانية شاغراً سنتين ونصف تقريباً أي من انتهاء ولاية ميشيل سليمان في أيار/مايو 2014 حتى ظهر يوم الاثنين عند انعقاد البرلمان اللبناني وانتخاب عون رئيساً للجمهورية وكان ذلك في 31/10/2016م...
2- إن الذي ساعد على ذلك هو تغير الحكم في السعودية، فقد توفي الملك عبد الله في 23/01/2015م، وتولى الحكم من بعده أخوه سلمان، وكما هو معروف فهو موال لأمريكا... وبدأ هذا الملك بقصقصة أجنحة الموالين للإنجليز من أبناء الملك عبد الله ومؤيديه السابقين إلى أن رتب أجواء حكمه... وبعد أن استقرت له الأمور، ولأن أمريكا كانت تريد استقرار الوضع في لبنان على طريقتها بانتخاب عون رئيساً للجمهورية، فقد طلبت من سلمان أن يأمر الحريري بعدم المعارضة! ولهذا ذهب سعد الحريري إلى عون واتفق معه ورشحه لرئاسة الجمهورية، أي أن المعارضة التي كان يقودها سعد الحريري في عهد عبد الله انتهت الآن في عهد سلمان! (أطلّ الرئيس سعد الحريري من بيت الوسط مرشحاً النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في حضور أعضاء كتلته وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري... ثم ألقى كلمة جاء فيها: "بناء على نقاط الاتفاق التي وصلنا إليها، أعلن اليوم أمامكم عن قراري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية"... النهار 20/10/2016م) وبعد ذلك انعقد البرلمان في 31/10/2016م وانتخب عون رئيساً للجمهورية... (... يذكر أن دعم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لترشيح عون هو الذي سهل حصول الانتخابات الرئاسية بعد شغور دام سنتين و5 أشهر، منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان في أيار/مايو 2014... العربية 31/10/2017م)، ولذلك كانت زيارة عون للسعودية لرد الجميل! وكما هو واضح مما سبق فإن الحريري تبع للحاكم في السعودية فيعارض أو يوافق حسب ما يمليه حاكم السعودية عليه.
3- بعدما تولى ترامب الحكم في أمريكا زار السعودية في 20/05/2017م وكانت له تصريحات متصاعدة حول إيران وحزب الله وكان يهدف من تصعيد هذه التصريحات أمام قمة من نحو 50 من رويبضات الحكام في بلاد المسلمين إلى صرف الأنظار عن قضية المسلمين في فلسطين وجعلها مركزة على إيران وكان ذلك تمهيداً لما كان يخطط له من اعترافه بالقدس عاصمة لليهود... وكان واضحاً في تلك التصريحات التصعيد المكثف... وبطبيعة الحال فإن السعودية وغيرها من أشياعه قد نهجوا هذا النهج، ولأن الدور المركزي لإيران في المنطقة يغلب عليه تصرفات حزب الله في لبنان وتدخله في سوريا فطلبت السعودية من الحريري أن ينتهج سياسة أخرى ضد حزب الله وإيران فاستدعته إلى السعودية وطلبت منه الاستقالة هناك وأن يلقي بياناً بأسبابها في تصريحات مشددة ضد إيران وضد حزب الله... وهكذا كان فأُحضِر الحريري إلى السعودية وصرح تصريحاته العنترية... وأعلن استقالته من هناك في 04/11/2017م.
4- إن أمريكا تدرك أن تصريحاتها ضد إيران وحزب الله لا تعني المفاصلة مع إيران وحزبها وإنما هو تصعيد لاستغلاله في إخافة أهل الخليج، فهي كانت تريد من السعودية ومن الحريري تصريحات لإرسال رسالة لكن ليس للسير في هذا الشوط إلى مداه، وبعبارة أخرى فإن أمريكا لا تريد إنهاء وجود الحزب بل توجيه رسالة بقدر دون التصعيد غير المحسوب في لبنان... ولذلك طلبت من السعودية التهدئة أي أن يخفف الحريري من لهجته، جاء في موقع النشرة في 04/12/2017م (... لم يتحرّك وليُّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلّا بعد تنسيق كامل مع البيت الأبيض مباشرة، وبعد الزيارة الرابعة لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي صهره جاريد كوشنير إلى الشرق الأوسط منذ تولّي الرئيس دونالد ترامب مهمّاته الرئاسية، وحيث إنّ هذه الزيارة بقيت بعيدة من التداول الإعلامي، فيما استقرّ كوشنير والوفد المرافق فيالسعودية لأربعة أيام تخلّلتها زيارات سريعة لمصر و الأردن و( إسرائيل ).
وبعد زهاء الأسبوعين من رحيل كوشنير، انفجرت أزمتا لبنان والاعتقالات داخل السعودية... وخلال الأزمة السياسية الحادّة التي ضربت لبنان، ظهرت بوادرُ في هذا الإطار، فالتفاهم الذي كان قائماً بين البيت الأبيض ووليّ العهد السعودي حول لبنان اندرج تحت عنوان الضغط على «حزب الله» لتعديل حجمه الإقليمي بعدما أصبح كبيراً جدّاً... وتحت هذا العنوان، انطلق وليّ العهد السعودي بهجومه في اتّجاه الحكومة اللبنانية من خلال رئيسها سعد الحريري، وبالتالي نسف التسوية التوافقية التي نشأت مع وصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا... لكنّ الأسلوب السعودي جاء عنيفاً وخالياً من الحنكة الدبلوماسية، ما هدَّد الاستقرار اللبناني الداخلي، في حين إنّ المؤسسات الأمريكية كانت تردّد في استمرار أنّ الضغط الذي سيستهدف «حزب الله» محكوم بسقف محدَّد لا يمكن تجاوزه لكي لا تنفجر الأمور... ومع تعثّر الأمور، تحرّكت المؤسّسات الأمريكية على أساس أنّ الاستقرار اللبناني بات معرَّضاً للانهيار... موقع النشرة: 04/12/2017م)
5- وهكذا بدأ الحريري بالتخفيف من اللهجة المشددة بناء على أوامر السعودية... وحتى يكون هناك مخرج يحفظ ماء الوجه فقد استقبلت السعودية الرئيس الفرنسي وجرت محادثات والتقى بالحريري ثم سافر الحريري إلى فرنسا ثم إلى مصر وأوجد جواً كأنه يتشاور لاتخاذ الموقف المناسب مع أن الموقف كان مرسوماً في السعودية قبل سفره وهو أن يخفف اللهجة ولا يمضي في الاستقالة إلى منتهاها... وهذا ما كان فعاد إلى لبنان في 21/11/2017م ثم أعلن التريث في الاستقالة في 22/11/2017م ثم خفف لهجته إلى درجة كبيرة تجاه حزب الله فصرح أن حزب الله لا يستعمل سلاحه في الداخل وكأنه يخدع نفسه قبل أن يخدع الآخرين ونسي استعمالات الحزب لسلاحه في أكثر من حادثة في الداخل! إلى أن أعلن العودة عن الاستقالة واجتماع الحكومة برئاسته في 05/12/2017م وصرح قائلاً في بيانه (... إن الوضع قد سوّي بعد موافقة جميع أعضاء الحكومة على البقاء بمنأى عن شؤون الدول العربية الأخرى) يقول ذلك ومليشيات حزب الله تقاتل في سوريا ليل نهار!
6- والخلاصة أن الحريري تبع للحكم في السعودية، فسياسة الحاكم في السعودية وولاؤه ينعكس على الحريري أمراً ونهياً... وهذا الأمر ليس بخافٍ على كل ذي عينين، والمخادعة فيه لا تسمن ولا تغني من جوع!
أما هل هناك توجه لتقليص نفوذ إيران وحزبها، فهذا أمر وارد ولكن المتوقع أن يكون ذلك بعد وصول الحل في سوريا إلى الدرجة التي تريدها أمريكا فعندها إذا استنفدت إيران وحزب الله دورهما فيمكن أن يحدث انسحاب من سوريا وتقليص الدور العسكري لإيران وحزبها... وللعلم فإن حزب الله هو تبع للحكم في إيران كما هو الحريري تبع للحكم في السعودية، ولذلك فإن المتوقع إذا انتهى موضوع سوريا بترتيبات معينة بانسحاب إيران فسيتبعه ترتيبات معينة لحزبها في لبنان.
أما هل يتوقع عدوان من دولة يهود على لبنان أو على حزب الله فهذا يتوقف على ترتيبات الحلول في سوريا أي يتوقف على الظروف القائمة والمستجدة...
الحادي والعشرون من ربيع أول 1439هـ
09/12/2017م
أمير حزب التحرير عطاء بن خليل أبو الرشتة
المصدر: صفحة أمير حزب التحرير عطاء بن خليل أبو الرشتة على الفيسبوك