"مترجم"
لقد بلغت أعمال وتصرفات حكام وأنظمة العالم الإسلامي مبلغا من الخيانة لا حد له! فقد قام النظام الأردني يوم السبت 27 من نيسان/ أبريل 2013م بمنع عقد ندوة لشابات حزب التحرير نصرة لحرائر وأطفال سوريا تحت عنوان "سارعوا لإقامة الخلافة حماية لحرائر الشام".
إن هذا التصرف الدنيء بمنع انعقاد المؤتمر يضع النظام الأردني موضع المتواطئ والمشارك في جرائم النظام السوري المجرم ضد أهلنا في الشام. حيث بدلا من توجيه قواته لمحاربة الأسد الطاغية حقنا لدماء أهلنا التي يستبيحها المجرم بشار في سوريا، وذودا عن أعراض وكرامة حرائرنا التي ينتهكها ليل نهار، اختار عبد الله توجيه هذه القوات لإرهاب وإخافة حشد من مئات النسوة والأطفال من بينهم جدات كبيرات في السن ونساء حوامل وأمهات مع أطفالهن الرضع.
إن القيادة الأردنية بتصرفها المخزي هذا والذي منعت فيه النساء من التعبير عن دعمهن لأخواتهن في سوريا ليكشف بوضوح أنها قيادة تقبل بالجرائم البشعة التي يرتكبها النظام البعثي الكافر بحق بناتنا العفيفات في الشام ويدلل بما لا يدع مجالا للشك على أن القيادة في الأردن تقف في صف نظام بشار المجرم. ولذلك فإنه ما من فرق ولا بقيد أنملة بين نظام الأسد ونظام عبد الله بل وكل الأنظمة في العالم الإسلامي الذين تجمعهم الخيانة لهذه الأمة، والتعطش للانتقام من نسائها العفيفات الطاهرات!
لم يكتف النظام الأردني المتخاذل الجبان عديم القلب فاقد الإنسانية بخيانته لنساء سوريا عندما تخلى عنهن وتركهن لمصيرهن المحتوم على يد بشار بعدم تحريك أي جندي للدفاع عن حياتهن، ولم يكتف أيضا بخيانتهن عندما التجأن له واستنصرن به بوضعهن في معسكرات الموت في الزعتري ليصارعن من أجل الحياة، لم يكتف النظام بكل تلك الخيانات لحرائر الشام، بل إنه بمنعه لهذه الندوة السامية أضاف خيانة أخرى إلى صحيفته السوداء ألا وهي استعداده لإسكات أولئك الذين يرفضون ذبح إخوتهم وأخواتهم في سوريا والذين يدعمون هذا القتال النقي الذي يخوضه الثائرون المخلصون لاستبدال حكم الإسلام بهذه الديكتاتورية العلمانية القمعية.
إن الحكام في الأردن وباقي العالم الإسلامي يسيرون بحسب ما يُرسم لهم في الغرب لمنع نجاح الثورة الصادقة في سوريا وذلك بدعمهم لخطط الغرب الهادفة لمنع إعادة إقامة الخلافة في الشام والتي يعرف القاصي والداني على حد سواء أن معنى قيامها من جديد نهاية للهيمنة الغربية على العالم الإسلامي وإزالة لعملاء الغرب الدمى من البلاد، أولئك العملاء الذين لم يجلبوا لبنات هذه الأمة إلا العناء والفقر وانتهاك الحرمات..
إن كان النظام في الأردن يظن أن منعهم لهذا الحدث سيجعلهم يعيشون في أمان فإنهم مصابون بالعمى! ((فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ))، بل على النقيض من ذلك تماما فإن تصرفهم هذا سيعجل من سقوطه وسيظهر للمسلمين الحاجة الماسة لإقامة نظام الخلافة مكان هذه الأنظمة الوضعية التي لا اعتبار عندها لشرف وكرامة المرأة المسلمة، هذا النظام الإسلامي الذي سيعيد للمرأة مكانتها الرفيعة وكرامتها التي تستحقها. وإن كانوا يعتقدون أنهم بهذا الفعل سيسكتون نساء حزب التحرير والنساء المخلصات في الأردن وسيمنعونهن من مواصلة العمل لإقامة الخلافة الإسلامية فإنهم واهمون! لأن أفعالهم هذه زادتنا تصميما على إقامتها.
إن نساء حزب التحرير- غير آبهات بسلوككم العدواني هذا تجاهنا- وقفن بجرأة ودون خوف في احتجاج أمام قواتكم لدعم أخواتهن في سوريا وللتنديد بمنعكم لهذا المؤتمر رافضات التخلي عن أمتهن أو ترك واجبهن الإسلامي هاتفات (الحرة تذود عن الحرة)، وداعيات لإعادة إقامة حاميتهن والذائدة عنهن، الخلافة، على وجه السرعة. ونعلن بكل وضوح وجرأة، أننا سنفضح أفعالكم الوضيعة هذه للعامة ولوسائل الإعلام، هذه الأفعال التي ستعجل بإذن الله من سقوطكم وانتهاء حكمكم .
أيها المسلمون! يا أهل القوة والمنعة! يا أبناءنا في الجيوش الإسلامية! ندعوكم جميعا لاجتثاث هؤلاء الحكام فهم سرطان في جسد الأمة ومصدر خراب لها، ندعوكم لأن تعطوا النصرة لحزب التحرير لإعادة إقامة الخلافة ومبايعة العالم الجليل والمفكر البارز والسياسي الحاذق عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير خليفةً للمسلمين فهو الذي سيحرس ويحمي بنات هذه الأمة وسيستنفر جيش الخلافة دون تردد أو تأخير للدفاع عن دمائهن وشرفهن بطريقة لن يقوم بها إلا حاكم تجسد الإسلام في فكره وفعله وإحساسه !
((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ)) [غافر: 51]
الأحد، 18 جمادى الآخرة 1434هـ
28-04-2013م
د. نسرين نواز
عضو المكتب المركزي لحزب التحرير