publications-media-office-syria

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

symoe180814

pdf

في إطار ما تهيئه أمريكا من حملة على "الخلافة الراشدة" لتشويهها، مستغلة كذبة اسمها "خلافة البغدادي" التي سهلت إعلانها لتستخدمها ورقة رابحة في تنفيذ مخططاتها في المنطقة، يقوم "تنظيم البغدادي" بارتكاب المجازر تلو المجازر باسم الإسلام، والاسلام منها براء، ضمن هذا السياق طالب هادي البحرة رئيس الائتلاف الأمريكي في 16/8/2014م، طالب المجتمع الدولي بالتدخل السريع والعاجل في سوريا قائلاً: "إنني، وباسم الإنسانية، أدعو الأمم المتحدة وجميع الدول المؤمنة بالحرية، أن يتعاملوا مع الوضع في سوريا كما تعاملوا مع الوضع في كردستان العراق، فالمسببات واحدة والعدو واحد ولا يجوز الكيل بمكيالين". وقد جاء طلب البحرة هذا استجابة لسيدته أمريكا وانسجاماً مع قرار مجلس الأمن رقم 2170 الصادر بتاريخ 15/8/2014م الذي يفرض عقوبات على التنظيم المذكور.


والناظر في هذا الطلب يجد فيه خيانة ما بعدها خيانة لثورة ذاقت الأمرَّين من التبعية الغربية وقدمت الغالي والنفيس للانعتاق من التدخل الأجنبي، ويجد فيه كذلك تحويلاً خطيراً لبوصلة الصراع عن وجهتها الأصلية، ألا وهي إسقاط النظام وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مكانه حقيقةً لا ادعاءً، ويجد فيه سيراً مع المخطط الأمريكي للقضاء على إسلامية الثورة، وعلى مشروع الخلافة نفسه، ويجد فيه مشاركة للنظام السوري البعثي العلماني المجرم في الخندق نفسه الذي يقاتل فيه وعلى أهدافه نفسها، وهي إيجاد حكم علماني عميل بديل، واستبعاد الحل الإسلامي.


ثم إن طلب التدخل الدولي تحت حجة مكافحة الإرهاب، لن يخفف أصلاً من معاناة المسلمين في ثورة الشام، بل على العكس سوف يزيدها، لأن هذه الهجمات لن تفرق بين مدني وعسكري، وسوف يعاني المسلمون منها إضافة لما يلاقونه من براميل الموت وصواريخ الحقد العلماني البعثي، وما الهجمات التي تشنها الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن وباكستان وأفغانستان، وأخيرا في العراق وما تحدثه من دمار وقتل عنا ببعيد، وسوف تستهدف كل من يخرج عن طاعة أمريكا بحجة محاربة الإرهاب. كما أن هذا الطلب يضفي شرعية على الغرب الرأسمالي المستعمر الكافر لضرب بلاد المسلمين مباشرة ويجعل له سلطاناً عليهم. وهذا كله خلافاً لقوله تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾.


أيها المسلمون في بلاد الشام: إن المجتمع الدولي وعلى رأسه أوباما، أعلن بشكل متكرر أنه لا يفكر إلا بمصالحه فقط، ولا تعنيه مشاكلنا ولا معاناتنا في شيء، بل يمكن القول بكل حزم إن مشاكلنا ومعاناتنا هي من صنع يديه الآثمتين. ومصالح أمريكا اليوم ليست في إسقاط بشار بل هي في إبقائه؛ لذلك هي تمنع من إسقاطه بعدم تسليح المعارضة وبالسماح بتسليحه من روسيا وإيران وسكوتها على ارتكابه أبشع المجازر. بل إن مصالح أمريكا ودول الغرب عموماً في سوريا وفي المنطقة اليوم، تنحصر بالقضاء على المشروع الإسلامي الحقيقي الجامع، والمتمثل بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ولذلك هي تلعب بورقة الخلافة من أجل إسقاطها، ويدخل معهم في نفس اللعبة أذنابهم من حكام المسلمين الرويبضات، ومن جديد هؤلاء هادي البحرة.


أيها المسلمون في بلاد الشام: إن خوف الغرب المستطير، وعلى رأسه أمريكا، مما طرحته ثورة الأمة في الشام من مشروع الخلافة الراشدة هو الذي سبَّب هذا التآمر والتكالب الدولي عليها. والناظر إلى ضخامة هذا التآمر يجد أن لا سبيل لمواجهته والقضاء عليه إلا بتبني المسلمين لهذا المشروع على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاجتماع مع العاملين عليه لتحقيق بشرى رسوله الكريم عندما قال: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة». وبهذا نكون قد صنعنا مستقبلنا بأيدينا وأثبتنا أننا قادرون على حل مشاكلنا بأنفسنا عبر شريعة ربنا لا عبر شريعة الغاب التي يسير عليها المجتمع الدولي، ومنعنا أي تلاعب بها. والحل الإسلامي الذي يضع حداً لكل هذا التآمر متوفر وميسور، فمع توفر القيادة السياسية فيه، وتوفر الحاضنة الشعبية له، وتوفر وجود أهل القوة المؤمنين المخلصين فيه كأنصار له... كل هذا يجعل الطريق سالكاً نحو نجاح هذا المشروع تماماً على ما التزم به رسول الله صلى الله عليه وسلم.


قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.

 

التاريخ الهجري 21 من شوال 1435
التاريخ الميلادي 2014/08/17م

 رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبد الوهاب