قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "إن إدارة الرئيس باراك أوباما، تضع اللمسات الأخيرة من أجل أن تتولى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" عمليات تسليح وتدريب المقاتلين السوريين المعتدلين".
فهناك اتجاه أمريكي للدفع بوكالة الاستخبارات المركزية للعب دور أكبر في سوريا، من خلال دعم المعارضة المسلحة المعتدلة، فالمخابرات الأمريكية تدرب حالياً نحو 400 مقاتل سوري، وتنوي تدريب المزيد. وكذلك تخطط وزارة الدفاع الأمريكية لمشروع خاص منفصل لتدريب السوريين المعتدلين.
هكذا بكل صلافة ومن غير حياء أو تحسُّب لعواقب الأمور يُعلَن عن إشراك وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" في عمليات تسليح وتدريب المقاتلين السوريين (المعتدلين)، هذه الوكالة المشهورة بسمعتها السيئة في صناعة العملاء والخونة والقيام بالاغتيالات... وهذا يشير إلى ضعف أمريكا وعجزها عن إيجاد عملاء موثوقين لديها ما دفعها إلى تسليم هذه المهمة لـ "CIA"، وبهذا تضمن ولاء هذه الفصائل لها. أما بالنسبة للتسليح فهو ليس لإسقاط النظام المجرم، وإنما لمحاربة الإسلام تحت مسمى الحرب على الإرهاب التي تقودها أمريكا بالتعاون مع حكام السوء في بلاد المسلمين، وللقضاء على مشروع الأمة وأملها في إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في أرض الشام المباركة، وفي الوقت نفسه لإيقاد جذوة الاقتتال بين المسلمين أنفسهم... فتكون بذلك قد أعدت فصائل مقاتلة عميلة تعمل على إنجاح مشروعها في المنطقة الذي يقوم على إيجاد دولة مدنية ديمقراطية تفصل الدين عن الحياة، وتأمن من وقوع السلاح المزمع تزويد الفصائل العميلة لها به في أيدٍ مخلصة تستخدمه لإسقاط عميلها المجرم بشار وإقامة حكم الله، هذا المجرم الذي كانت لها اليد الطولى في بقائه جاثماً على صدور المسلمين في بلاد الشام، يعيث في الأرض فساداً ويحفظ لأمريكا مصالحها في المنطقة.
أيها المسلمون في بلاد الشام:
بعد هذا البيان الواضح والخطة المكشوفة نقول وبالله التوفيق: إن أي قبول بالذهاب لمعسكرات التدريب التي تعدها أمريكا بمساعدة عملائها في المنطقة، لهو خيانة ما بعدها خيانة، وجريمة ما بعدها جريمة، فهو تضييع لدماء الشهداء الذين ما قدموا هذه الدماء إلا لإعلاء كلمة الله، وهو تضييع كذلك لتضحيات هذه الأمة التي قدمتها في هذه الثورة المباركة، ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾، فحذار حذار من الوقوع في هذا المكر الخبيث، فاقطعوا كل حبل مع أس الداء أمريكا، فهو حبل سيلتف حول أعناقكم وأنتم لا تشعرون، واعتصموا بحبل الله المتين، الذي فيه نجاتكم في الدنيا والآخرة.
﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.
التاريخ الهجري: 27 من محرم 1436
التاريخ الميلادي: 2014/11/20م
رقم الإصدار: 216 / 1436
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبد الوهاب