في محاولة جديدة لجمع الفصائل المقاتلة في أرض الشام تحت قيادة صنعتها أمريكا على عين بصيرة، دعا اللواء سليم إدريس الذي يشغل منصب وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة، في تصريح له بتاريخ 2015/2/1م، لتشكيل جيش وطني واحد يضم كل القوى العسكرية في سوريا، هذا الجيش كما يقول إدريس سيعمل وفق الأنظمة والقوانين الدولية، وسيضم القوى "المعتدلة"، في إشارة واضحة للهدف الذي يراد تشكيل الجيش من أجله، وهو محاربة المخلصين الذين يرفضون العمل ضمن سياسة أمريكا، ويرفضون مشاريعها، ولم ينس إدريس عرض الإغراءات المادية التي ستجذب له الطامعين في المال، فصرح بأن هذا الجيش سيتكفل براتب للمقاتل، إضافة للطعام والشراب اليومي، والتعويض العائلي والحماية من قبل القانون الدولي لعناصر هذا الجيش.
سليم إدريس هذا ترأس هيئة الأركان في شهر كانون الأول عام 2012م، هذه الهيئة التي صُنعت مع رديفها الائتلاف، محاولة جمع الفصائل تحت رايتها لتكون بيدقا في السياسة الأمريكية، وبفشل الائتلاف ورديفته هيئة الأركان كان إدريس متبدلا بغيره، إلا أن وجوده في هذا المكان لم يكن لخبرته العسكرية، إنما لعلاقاته مع الغرب، كما ذكرت واشنطن بوست عن أحد الباحثين بمعهد دراسات الحرب أن "انتخاب إدريس جاء لحاجة هيئة الأركان لدبلوماسي، إضافة لعلاقاته الشخصية مع المسؤولين الأجانب، ولم ينتخب لصفاته القيادية أو تمرسه وخبرته في العمل العسكري والميداني"، وقد كانت له تصريحات عدة تظهر قبوله بالحل السياسي الأمريكي، وأيضا قبوله بالحوار مع الروس، واستعداده للتفاوض بشأن الانتقال السياسي مع قادة عسكريين بجيش النظام، وقد عُيّن مستشارا للجربا الرئيس السابق للائتلاف في شهر آذار عام 2014م ليكون شريكا في إجرام الجربا الذي سار بأوامر أسياده الأمريكان في حربه على ثورة الشام. وبعد أن عُيّن في منصبه الجديد وزيرا للدفاع في الحكومة المؤقتة، خرج علينا ليعيد إحياء ما كان قد عرضه في السابق محاولاً بذلك التفريق بين الفصائل من جهة، وربط بعضها الآخر بالدول الغربية من جهة أخرى، وإن إدريس بهذا قد فصل نفسه عن ثورة الشام وأهلها، ووقف في صف أعدائها حيث تحاك المؤامرات وتعقد الصفقات لبيع دماء الشهداء بثمن بخس.
أيها الأهل في الشام: لقد أكرمكم الله بثورة كاشفة فاضحة، كشفت لكم كل من أراد بكم سوءا، وكل من ارتضى أن يرتمي بأحضان الغرب، فما عليكم إلا أن تلفظوهم عن ثورتكم لفظ النواة، وتكملوا ما بدأتم به هذه الثورة، حيث أعلنتم أن قائدكم للأبد هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا تدَعوا أمثال هؤلاء أن يقطفوا ثمار تضحياتكم بمشاريع غربية غريبة عن ثورتكم، واعلموا أن خلاصكم بوحدتكم على مشروع يرضي ربكم لا ما يرضي أعداءكم، فكونوا أنصارا لله عندما تنصروا دين الله وتعملوا مع المخلصين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة كما أمركم ربكم سبحانه وتعالى عندما قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾
التاريخ الهجري 19 من ربيع الثاني 1436
التاريخ الميلادي 0815
رقم الإصدار: 22436
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبد الوهاب