إن المتتبع لنشأة التحالف الدولي (الصليبي) وأعماله؛ يرى أنه ما أنشئ إلا لمحاربة الإسلام وضرب المخلصين في ثورة الشام المباركة تحت مسمى الحرب على الإرهاب والحيلولة دون إقامة الخلافة الراشدة؛ وأصبح تحت هذا المسمى يصف بالإرهاب من يشاء من الفصائل ؛ ويصف بالاعتدال من يشاء منها ،وذلك وفق مقاييس المصالح الغربية، بل حتى تجاوزها إلى الآمنين من الناس، نساءً وولداناً وشيوخاً، وقد جعل هذا التحالف البلاد الإسلامية منطلقاً لأعماله كتركيا؛ وضم له عملاءه من الأنظمة العميلة ليخفف حدة معارضة المسلمين له، وقد تساوت أعمال التحالف الدولي (الصليبي) المجرم مع أعمال طاغية الشام؛ فكل واحد منهما يدَّعي الحرب على الإرهاب والإرهابيين؛ ونراه يقتل الأطفال والنساء والشيوخ، فقد قام التحالف الصليبي بتاريخ 1115م بقصف بلدة أطمة على الحدود السورية- التركية؛ مما أدى إلى سقوط أكثر من خمسة وعشرين شهيداً؛ معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف بها هذا التحالف المناطق المحررة، ولو كان هذا التحالف حريصاً على أهل الشام ودمائهم، كما يدعي ويكذب، لكان استهدف نظام الطاغية بشار بدل أن يستهدف المدنيين والمجاهدين في المناطق المحررة، ولكن هيهات أن يفعل؛ فهو حريص على زيادة الضغط على أهل الشام، وعلى بقاء عميله طاغية الشام بشار ريثما ينضج البديل، وإلى حينها سيبقى القتل والتشريد والتنكيل بأهل الشام عقاباً لهم على ثورتهم ضد عميلهم.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة: إننا في حزب التحرير إذ نبين حقيقة هذا التحالف؛ ندعو كل الفصائل المخلصة؛ للوقوف في وجه هذا التحالف الصليبي عن طريق رفض هذا التحالف بكليته: سياسياً وعسكرياً ومالياً، واعتبار أي شكل من أشكال العلاقة به هو خيانة لله ولدينه وللمسلمين؛ وقطع العلاقة بكل الدول التي تشارك في هذا التحالف العدواني الأثيم؛ فهم يريدون منكم أن تكونوا رأس حربة في إسقاط المشروع الإسلامي؛ وليس رأس حربة في القضاء على الإرهاب فقط كما يسمونه وكما يزعمون، كما ندعو أهلنا في الشام لمقاومته بكافة الأساليب المتاحة كالتظاهر ضد هذا الحلف الصليبي؛ واعتبار كل من يشارك في هذا الحلف أو يؤيده خائناً لدين الله، ولدماء الشهداء، ولتضحيات المسلمين.
لقد تداعت عليكم الدول كما تدَّاعى الأكلة إلى قصعتها؛ ورمتكم الدول عن قوس واحدة، وما ذلك إلا لأنكم أعلنتم ثورتكم أنها لله؛ وأنها ستتوج بنظام يرضي الله خلافة راشدة على منهاج النبوة بإذن الله، وليس لكم والله إلا الصبر والثبات، فاصبروا واثبتوا؛ واعلموا أن الفرج مع الكرب؛ وأن النصر مع الصبر؛ وأن مع العسر يسراً، فليس بعد ظلام الحكم الجبري؛ إلا نور الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (.....ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ) ثُمَّ سَكَتَ.
التاريخ الهجري 27 شوال 1436هـ
التاريخ الميلادي 1215م
رقم الإصدار: 23836
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير\ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبدالوهاب