ركزت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة على الاستعداد والتجهيز لإرسال قوات برية إلى سوريا، حيث قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد 1416، إن إرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة"، بات يشكل "ضرورة ملحّة". وكان العميد الركن أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أعلن في تصريحات لقناة "العربية" السعودية، الأسبوع الماضي، استعداد بلاده للمشاركة في عمليات برية ضد "تنظيم الدولة".
لقد بات معلوماً أن إرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الدولي إنما هو تنفيذ لخطة أميركية يشارك فيها حكام المسلمين الذين خبرنا طيلة أعوام الثورة كيف أنهم يسيرون في المشروع الغربي لإجهاض الثورة. وما مؤتمر الرياض الخياني الذي رعاه حكام السعودية إلا أقرب دليل على جعل السفاح بشار جزءاً من الحل، وإعطاء الشرعية للمفاوضات مع نظامه المجرم، وتحديداً من قبل فصائل الداخل، لتشارك معها، أو على الأقل لتحييدها فيما تزمع القيام به من القضاء على كل من يعارض الحل الأمريكي تحت حجة محاربة الإرهاب، كما صرح بذلك كيري نفسه. وما أظهرته وتظهره تصريحات السعودية وتركيا وقطرمن حرص على الثورة، وما تلاه من قصف تركي لمناطق الأكراد ما هو إلا ذر للرماد في العيون. أما ما يسبق المفاوضات من ضغط عسكري، فإنما هو لتحقيق هدفين: الأول: تحقيق انتصارات للنظام تجعله يعزز موقعه التفاوضي، والثاني: تقطيع المناطق وحصارها مما يوجد مبرراً للناس لكي يقبلوا بالتنازل، ويضعف الثوار المخلصين كي يقبلوا بأي حل تفرضه أمريكا.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة: من المعروف أن الحكام في بلاد المسلمين ما هم إلا عملاء ينفذون أوامر الغرب الكافر، وعلى رأسه أمريكا، وهذا ما كشفته لكم ثورة الشام المباركة من خلال تخاذلهم عن نصرتكم وسكوتهم عن الجرائم التي ترتكب بحقكم، وسيرهم مع المخطط الأمريكي شبراً بشبر وذراعاً بذراع، فهؤلاء يجب الحذر منهم ومعاداتهم لا التعاون معهم، وهؤلاء يجب العمل على خلعهم أولاً؛ إذ لن يستقيم للمسلمين أمر بوجودهم؛ فلا تنتظروا منهم حلًا يرضي الله أو يحفظ دماء المسلمين وأعراضهم وتضحياتهم. إنه لن ينهي معاناتكم سوى اعتصام الفصائل بحبل الله وتوحدهم، كأهل نصرة، حول مشروع الخلافة الراشدة التي ستنتقم لدماء الشهداء وأعراض المسلمين، فخذوا على أيدي أبنائكم من قادة الفصائل ليقطعوا كل الحبائل مع الغرب الكافر وعملائه، وليعتصموا بحبل الله المتين، ومن ثم ليتوجهوا لضرب رأس الأفعى في دمشق، ويقيموا حكم الله على أنقاضه، واعلموا أنه لا أمل إلا بالله وحده، ولا نصر إلا من عنده وحده، وهو نعم المولى ونعم النصير.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)
التاريخ الهجري 6 جمادى الأولى 1437هـ
التاريخ الميلادي 1516م
رقم الإصدار: 00937
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا