أعلن وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الأحد في 20/1/2013م أن اجتماعاً للمعارضة السورية سيعقد في 28/1/2013م في باريس، بمشاركة ممثلين عن دول داعمة للائتلاف الوطني، أعلن ذلك في الوقت الذي تجتاح قواته دولة مالي وتخوض حرباً ضد الإسلام والمسلمين هناك بذريعة محاربة الإرهاب. هذا وقد صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند معبراً عن إجرامه بحق المسلمين هناك بقوله: «إن التدخل العسكري لفرنسا في مالي سيستمر ما تطلَّب الأمر ذلك حتى يتم القضاء على الإرهاب في المنطقة» ومعبـَّراً عن نفاقه بقوله إن باريس «لا تسعى إلى السيطرة على أرض أو زيادة نفوذها أو البحث عن مصالح تجارية أو اقتصادية، إذ ولّى هذا الزمن. لكنها في المقابل يجب أن تهُبَّ لمساعدة بلد صديق يعتبر بين الأفقر في العالم، ووقع منذ شهور أو حتى سنوات ضحية الإرهاب الذي بات أكثر خطورة». هكذا لم يجد هولاند ما يستر به سياسة فرنسا الاستعمارية العنصرية الكارهة للإسلام وللمسلمين إلا دعوى الإرهاب الكاذبة ليعيد سيطرته على هذا الجزء الهام من بلاد المسلمين مالي، والتي تعوم على بحر من الثروات مثلها مثل أخواتها في أفريقيا المنكوبة.
والسؤال الذي نتوجه به للمعارضة السورية هذه التي تقطَّعت بها السبل هو: كيف تقبل هذه المعارضة الاستعانة بفرنسا وغيرها من دول الغرب الاستعمارية الماكرة التي تكره الإسلام والمسلمين المخلصين الذين يحملون الإسلام مشروع حضارة عالمية يمكنها منافسة الحضارة الغربية المهترئة والقضاء عليها؟!؟ وهل عند فرنسا سياسة تجاه ما يحدث في سوريا مختلفة، أم هي السياسة ذاتها القائمة على كره الإسلام وإبعاده عن الحكم ونهب خيرات المسلمين؟ ألستم مسلمين، وتعنيكم دماء إخوتكم المسلمين في كل مكان، وتطلبون منهم مؤازرتكم في محنتكم؟! أفتقبلون أن يشرب إخوانكم في مالي من الكأسنفسه الذي تُشربكم منه روسيا وأمريكا وسائر الغرب الكافر، مالكم كيف تحكمون؟ فلا فرق بين دم مسلم يُسفك بسلاح روسي على أرض الشام وبين دم مسلم يُسفك بسلاح فرنسي على أرض أفريقيا،أما سمعتم رسول الأمة الإسلامية جمعاء وهو يقول:«الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم»؟
وإننا في حزب التحرير نتوجَّه إلى المعارضة فرداً فرداً كي نذكرهم أن الغرب قد صنع مجلسهم وائتلافهم من أجل أن يحقق مصالحه بهم لا من أجل إنقاذ الشعب السوري المسلم والذي بات يأرق من توجهه الإسلامي، وكي نذكرهم أنه لن يمدهم بالمال ولا بالسلاح إلا بعد أن يشتري ذممهم ليكونوا أداة بيده في فرض سياسته الاستعمارية وضرب الإسلام والمسلمين المخلصين، وكي نذكرهم أنه يريد منهم أن يكونوا مشروع صناعة حاكم عميل بديل عن السفاح بشار، وكي ننصحهم أن ينحازوا إلى أمتهم ويهجروا هذه المجالس والائتلافات والمؤتمرات المشبوهة التي ما أنشئت ولا عقدت إلا من أجل خدمة أعداء الإسلام والمسلمين...
أيها المسلمون في ثورة الشام الأبيّة: إن الاستجابة لدعوة هولاند وفابيوس هي خيانة لله ولرسوله وللمسلمين، وإن معارضة الخارج التي تنتقل من فندق إلى فندق وفي رحلات وإقامات مرفهة مدفوعة الأجر، والتي تشكلت بعيداً عن إرادتكم وقريباً من سفارات دول الغرب التي تثبت في كل يوم ألف مرة أنها عدو مبين للإسلام والمسلمين... هذه المعارضة ليست منكم في شيء، وهي لا تستجيب لله ولرسوله إذا دعاها لما يحييها، وهي تحمل مشروع الغرب في بلادكم لا مشروع الحكم بما أنزل الله امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى: [وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ].
التاريخ الهجري: 10/3/1434
التاريخ الميلادي: 23/1/2013
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
المهندس هشام البابا