قال تعالى:
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
ما زالت ثورة الشام تقدم التضحيات تلو التضحيات، وما زال أبناؤها يبذلون ما بوسعهم عسى أن يكرمهم الله بتحقيق موعوده، نصر مظفر أو جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
فجر يوم الثلاثاء الثامن من ربيع الآخر 1439هـ الموافق 17/12/2017 م تُودِّع الشام أحد أبنائها البررة، الشاب المُجاهد ذو الثلاثة والثلاثين ربيعاً، صاحب الخلق الحسن "أبو عبد الرحيم" من أهالي حي جوبر الدمشقي، وهو أب لأربعة أطفال، وذلك بعد إصابته بإحدى قذائف الإجرام التي يلقيها نظام أسد المجرم على أحياء الشام ومدنها.
"أبو عبدو جوبر" كما يعرفه أهالي حي جوبر، من أوائل الشباب الذين ثاروا على نظام أسد، وعملوا على إسقاطه، وقد تعرض للسجن مرتين لدى النظام منذ بداية الثورة لمدة عامين تقريباً، وبعد خروجه من السجن، لم يُثنه السجن عن مواصلة المسير، فعمل مع حزب التحرير متبعاً بذلك طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقتدياً بهديه الذي يرسم طريق إسقاط النظام وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
وإننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا إذ ننعى للأمة استشهاد الشاب "أبو عبد الرحيم" فإننا نؤكد أن دماءه ودماء إخوانه من المسلمين في الشام لن تضيع هدراً وستبقى لعنة على كل من رضي أن يجعلها سلعة رخيصة تُباع في أسواق النخاسة ومؤتمرات العار في جنيف والرياض وأستانة وسوتشي وغيرها، هذه الدماء يُقدمها أهل الشام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا. وإن في الشام رجالاً كأبي عبد الرحيم لن يبيعوا تضحيات أهلهم، ولن يرضوا الدنية في دينهم وهم على العهد باقون وفي سيرهم على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم مصرون حتى يُكرمهم الله بنصره إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأخيراً لا يسعنا إلا أن نقول "إنا لله وإنا إليه راجعون" وإننا على فراقك يا أبا عبد الرحيم لمحزونون، نسأل الله أن يتقبل منك صالح عملك وأن يحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
التاريخ الهجري 8 ربيع الآخر 1439هـ
التاريخ الميلادي 2617م
رقم الإصدار: 00139هـ
المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا