اختتمت القمة الثلاثية الروسية التركية الإيرانية التي انعقدت في سوتشي بتاريخ 12/2/2019م بالاتفاق على مجموعة من النقاط، حيث أكدت قي بيانها الختامي على التزام الدول الثلاث بوحدة أراضي الدولة السورية وموقفها الرافض للأجندات الانفصالية. كما أكد قادة الدول الثلاث أن الانسحاب الأمريكي من سوريا سيخدم الاستقرار والأمن فيها، وأن البلدان الثلاثة ستعمل بالتنسيق من أجل استقرار وأمن شمال شرقي سوريا.
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
إن اتفاق سوتشي المشؤوم يسير في خطٍّ موازٍ للحل السياسي الأمريكي؛ بل ويمهد الطريق له عبر الدعوة لتشكيل لجنة دستورية مهمتها صياغة دستور يحدد شكل أجهزة الدولة وأنظمتها بما يخدم المصالح الغربية؛ ويتعارض مع أوامر الله عز وجل الذي أوجب أن يكون الحكم لله وحده، قال تعالى:(... إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). فلا شك أيها المسلمون أن هذه المؤتمرات لم تعقد إلا للتآمر على ثورة الشام وأهلها؛ ولكسب الوقت ريثما يتم ترتيب أوراق الحل السياسي الأمريكي؛ الذي يهدف للقضاء على ثورة الشام، وهدر تضحيات أهلها ليعودوا من جديد تحت نير الذل والهوان.
إن المحافظة على السيادة السورية يعني في مفهومهم تسليم جميع المناطق لطاغية الشام بعد تجريد أهلها من السلاح بحجة محاربة الإرهاب؛ الذي تم التركيز عليه، وسيبقى السيف المسلط على رقابنا مهما قدَّمنا من تنازلات، ولن يتوقف ذلك إلا إذا أعادونا إلى حظيرة نظام الإجرام؛ أو أودعونا زنازن الموت والقهر التي يتعامى العالم عن فظائعها.
إن الغرب الكافر وأدواته من الحكام العملاء يسعون لتحقيق مصالحهم على حساب مصالح أهل الشام؛ وعلى حساب دمائهم وتضحياتهم، وكل ذلك يحصل بغطاء وقف نزيف الدم؛ وبدعوى الحرص على سلامة المدنيين.
ولا شك أن الأيام والأحداث التي تجري على أرض الشام قد كشفت للجميع كذب ادعاء النظام التركي صداقته للشعب السوري؛ وقد ظهر دوره على حقيقته؛ وخاصة بعد إظهار علاقته مع نظام سفاح الشام للعلن، فقد أُعلن عن اتصالات على مستوى منخفض! و لقاءات أمنية، لن يكون آخرها لقاءات الوفود الأمنية التي عقدت في موسكو وما خفي أعظم.
إن قيادات الفصائل التي رهنت مقدرات فصائلها ومستقبل عناصرها للدول الداعمة لن تخدم ثورة الشام؛ بل ستكون أدوات للقضاء عليها، وستفرِّط بهذه المقدرات وتسلِّمها لنظام الإجرام من أجل وأد ثورة الشام، وما حصل في الغوطة ودرعا خير دليل، ولن يكون حال قيادات الفصائل في المستقبل بأفضل من حال قيادات الفصائل الفلسطينية التي تحولت إلى حراسة كيان يهود؛ وهي التي رفعت شعار تحرير فلسطين من النهر إلى البحر؛ والمسجد الأقصى.
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
إن الغرب الكافر يتربص بنا الدوائر؛ ويمكر بثورتنا ليل نهار، فلا تنخدعوا بشعاراته التي تدعي الإنسانية؛ فهو أس الشر والإجرام، وتاريخه حافل بالمجازر التي ارتكبها، ولا تنخدعوا بمن يدَّعون صداقتكم؛ فما هم إلا أدواته التي يستخدمها للبطش بنا، وقد ثبت لكم تآمرهم علينا على مدى السنوات الثماني من عمر الثورة، واعلموا أن الأمر لن يستقيم حتى تعود الثورة كما بدأت "هي لله"؛ ويتم تدارك الأخطاء التي ارتكبت، فلنتوحد حول مشروع واضح ومحدد يرضي ربنا عز وجل؛ ولتستعد الحاضنة الشعبية دورها وسلطانها الذي أناطه الله بها؛ ولنسر على بصيرة خلف قيادة سياسية واعية قد خبرنا صدقها وجربنا مواقفها، تكون هي الرائد الذي لا يكذب أهله، كما أن أمر الثورة لن يستقيم حتى تُقطع أيدي العابثين بها وندير ظهورنا للمجتمع الدولي ونولي وجوهنا لله عز وجل، فهو الناصر وهو المعين وهو على كل شيء قدير، قال تعالى:( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ).
أحمد عبدالوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا
تاريخ الإصدار: السبت / 11 جمادى الثاني 1440هـ 2019/2/16م
رقم الإصدار: 007 / 1440هـ