بتاريخ 1/7/2019م وفي حوالي الساعة العاشرة ليلا من يوم الإثنين؛ داهمت "أمنية هيئة تحرير الشام" منزلا يستأجره أحد شباب حزب التحرير في قرية "خربة الجوز"؛ وقاموا باعتقال أربعة أعضاء من شباب حزب التحرير كانوا فيه؛ بالإضافة إلى الاستيلاء على الممتلكات الموجودة، ومن ثم توجهوا إلى نقطة البث التابعة لراديو حزب التحرير الموجودة في قرية "أسطرا" وقاموا بالاستيلاء على كل أجهزتها ومحتوياتها أيضا وفي اليوم التالي تابعوا حملتهم باعتقال سبعة شباب آخرين في سلقين.
إنها ليست المرة الأولى التي تقوم بها أمنية هيئة تحرير الشام باعتقال شباب حزب التحرير، فقد قامت سابقا باعتقال أعضاء من حزب التحرير ذنبهم دعوة قادة الفصائل إلى فك الارتباط بالداعمين؛ وكسر الخطوط الحمر التي ضربت طوقا حول المناطق المحررة فحولتها إلى سجن كبير تمهيدا لإعادتها إلى سيطرة طاغية الشام، وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها أمنية هيئة تحرير الشام بالاستيلاء على الممتلكات الخاصة؛ فقد قامت سابقا بالاستيلاء على الممتلكات الخاصة بإذاعة حزب التحرير الموجودة في قرية "كفر عويد".
أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام:
لا شك أن ثورة الشام خرجت ضد الظلم والطغيان؛ وقدمت في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وهي لا تزال تحاول حتى الآن استعادة سلطانها المسلوب وكسر قيد العبودية الذي يراد فرضه عليها، ولا شك أننا نعيش اليوم في ظل الحكم الجبري الذي حدَّث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولا تزال عقليات من تسلطوا على رقاب الناس ضمن هذا الإطار، وكأن البلاد مزرعة لهم، والعباد عبيد عندهم؛ لا يحق لأحد الاعتراض أو قول كلمة الحق إلا بما يخدم مصالح تلك الفئات.
إن مواجهة الكلمة بالقمع والتنكيل والزج في السجون والإعراض عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهو على الدوام أسلوب المفلسين من الحجة والبرهان في كل العصور، قال تعالى على لسان فرعون بعد عجزه عن مواجهة الحجة بالحجة: (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ)، فالفكر لا يواجه إلا بالفكر، والجهاد لا يكون باقتحام البيوت والاستيلاء على الممتلكات وقتل الآمنين على الحواجز وفي السجون تحت التعذيب بل الجهاد يكون على الجبهات.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
إن حزب التحرير واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وقد حدد غايته ودعا المسلمين إليها بكل صراحة، فكانت غايته استئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، كما حدد طريقته للوصول إلى غايته بكل وضوح؛ وهذه الطريقة مأخوذة من طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وتتمثل في الصراع الفكري ضد جميع الأفكار التي تخالف الإسلام، والكفاح السياسي ضد جميع الأنظمة التي تخالف الإسلام؛ وكشف المؤامرات التي تحاك ضد عودة الإسلام إلى معترك الحياة، وطلب النصرة من أهل القوة؛ حيث أن إقامة الدولة تحتاج لأهل القوة الذين يؤمنون بها ويكونون أنصارا لها.
هذه هي طريقة حزب التحرير منذ نشأته؛ فلا طرق ملتوية ولا ارتجالية؛ بل سبيل واضحة مستقيمة يسير فيها على بصيرة، متأسيا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
كما أن شباب الحزب معروفون للجميع؛ فهم أبناؤكم وإخوانكم الذين تعرفونهم جيدا، ليسوا ملثمين ولا مجهولي الحال أو العين.
ولا بد أن يعلم الجميع أننا لسنا فصيلا نصارع الآخرين على مناطقهم وما يعتبرونه من مكتسباتهم بل نحن حملة مشروع الخلافة ندعوا الجميع لحمله واحتضانه ونصرته وحري بكم أن تحملوه وتنصروه فلا خلاص ولا فوز لنا إلا به. و كذلك ليس من طريقة عمل حزب التحرير كفاح الجماعات أو الأحزاب الإسلامية التي تخالفه الرأي؛ بل عملنا هو السعي للانتقال من الحكم الجبري والحكم بغير ما أنزل الله إلى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشَّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث «...ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ُثمَّ سَكَتَ» وهذا لا يعني السكوت عن الأعمال التي ترسخ الحكم الجبري بحجة أنها صادرة عن جماعة أو حزب إسلامي؛ بل لا بد من كشف تلك الأعمال وبيان خطورتها بغض النظر عن الجهة التي تصدر عنها وبغض النظر عن نوايا تلك الجهة، ولا نخشى في الله لومة لائم ولا بطش ظالم، واسألوا عن ذلك طغاة العالم، اسألوا طاغية الشام وطاغية ليبيا وطاغية أوزبكستان..، هلكوا جميعا؛ وبقي الحزب يسير في طريقه صابرا محتسبا مطمئنا إلى وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم بزوال الحكم الجبري و عودة الخلافة الراشدة الثانية من جديد؛ فكونوا من أنصارها العاملين لها ولا تكونوا ممن يحاول أن يقف عائقا أمامها ويظلم حملتها فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا
الثلاثاء، 29 / شوال / 1440هـ
02/07/2019م
رقم الإصدار: 012 / 1440هـ