أصدر عدد من قادة هيئة الأركان في الجيش السوري الحر بياناً أعلنوا فيه أنه "أصبح واضحاً وجلياً التآمر الدولي والعالمي على الثورة السورية المباركة، ومشاركتهم مع الاحتلال المجوسي في سفك الدم السوري مستخدمين كافة انواع الأسلحة بما فيها المحرم دولياً، وبعد الوعود الكاذبة ولمدة عام كامل من الدول التي تسمي نفسها صديقة الشعب السوري تبين أنها لا تلقي للخطوط الحمراء بالاً" وأعلنوا فيه كذلك أنه "لا يزال موقف الدول العربية والإسلامية خاصة التي تدعي دعمها للثورة السورية موقفاً هزيلاً لا يصل إلى مستوى تضحيات الشعب السوري، والذي يخوض حربه نيابة عن الأمة العربية والإسلامية، علماً أن هذه النار ستطال الجميع إن لم يقوموا بمسؤولياتهم" وهددوا فيه بتقديم استقالاتهم من عضوية الهيئة "ان لم يكن مستوى الدعم العربي والإسلامي يتناسب مع حجم التضحيات المبذولة من الشعب السوري" وأعلنوا فيه كذلك "وقف كافة أشكال التعاون مع الدول صاحبة القرار في مجلس الأمن ما لم يفتتح تحقيق دولي عاجل لاستخدام النظام المجرم للسلاح الكيماوي ومحاسبته على الفور" وأضافوا أنه "بناء على استقالاتنا يعتبر الائتلاف غير شرعي ولا يمثل الشعب السوري".
إننا نحب أن نذكر هؤلاء بكلمات طيبة لتعيها أذن واعية، وهي أن لا ينتظروا من الدول الغربية ولا من أذنابهم من حكام الدول العربية الخونة لدينهم وأمتهم أية مواقف جدية لنصرة ثورة الشام وإقامة الخلافة الإسلامية في أرض سوريا؛ لذلك كان يجب أن يكون الموقف منهم في بيانهم باتـاً لا معلقاً، فأمثال هؤلاء لا خير يرجى منهم. ونعلن بأن التحالف الدولي بقيادة أمريكا الذي أعلن أنه يريد أن يوجه ضربة للنظام السوري هو موقف يرمي إلى تحقيق مصالحهم، والتحكم في العملية السياسية المقبلة، والتي منها ضرب كل من عنده توجه إسلامي، وأنتم منهم، ونذكركم بأن من كان مع الله، يكون مع الله وحده، ولا يجعل معه شريكاً، والموقف العقدي والحكم الشرعي بحقكم يحتم عليكم أن تكونوا مع الله وحده. قال تعالى: ((فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ))
أيها المسلمون الصابرون في سوريا الشام: إنكم مقبلون على أيام مكر لا كاشف لها إلا مزيد من حسن التوجه إلى الله وحده، ومزيد من استمداد العون منه وحده، فما دعوى أمريكا ومن معها بأنها تريد أن تنتصر لضحايا الكيماوي في ريف دمشق إلا محاولة لبعث الحياة في المفاوضات السياسية تحت ضغط العمل العسكري، والالتفاف على المخلصين من أبناء الأمة لإجهاض جهودهم ومنعهم من إسقاط الائتلاف وربيبته هيئة الأركان؛ لذا ننبه إخوتنا في ثورة الشام من هذه الحملة المجرمة تحت ستار ضرب النظام بأنها لضرب الثورة وضرب المخلصين فيها. قال تعالى: ((وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ))
الأربعاء 21 شوال 1434هـ
28-08-2013م
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
المهندس هشام البابا