قال تعالى: ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).
أيها المسلمون في الأردن:
إن أخوّة العقيدة والدين تناديكم وتستصرخكم لإغاثة إخوانكم من أهل الشام في مخيم الزعتري (مخيم الموت) فقد فروا إلينا بأنفسهم وأعراضهم وأطفالهم من آلة الموت الأسديه بحثا عن الأمان في حضن أخوة الإسلام، وعن دفء حرارة رابطة العقيدة التي جعلها الله فوق كل الروابط، فكانت أقواها وأمتنها بين المسلمين الذين يعبدون الله حق عبادته قال تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) ، وها هم إخوانكم من أهل الشام في مخيم الموت (الزعتري) يعانون أشد المعانة وأبشعها في كل شيء في الغذاء والدواء ومن البرد القارص، وتجتالهم شياطين الإنس، من مرضى العقول والقلوب، وقد مات بعض أطفالهم من شدة البرد والمرض.
أيها المسلمون في الاردن:
إن رسولكم الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم قد قال: "أَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ ظَلَّ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ"، فأين نحن من ذمة الله وفينا من إخواننا من أهل الشام في مخيم الزعتري الجائع والمريض والخائف والمرتجف من شدة البرد.
إن منظمة الأونروا لإغاثة اللاجئين منظمة كافرة لا ترقب في مؤمن إلّا ولا ذمة، وإن استنكاركم لجريمة تقصير النظام في الأردن وتخاذله في القيام بالواجب تجاه إخوانكم لا يعفيكم من المسؤولية أمام الله ولا يسقط عنكم واجب الغوث والمساعدة لإخوانكم في معسكر الموت (الزعتري)، فاحرصوا أن تبقى لكم ذمة عند الله وحثوا الخطى مسرعين نحو إغاثة إخوانكم من أهل الشام.
( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ).
اللهم قد بلغنا، اللهم فاشهد، وأنت خير الشاهدين
06 من صـفر 1434 هـ
الموافق 2012/12/20 م
المكتب الإعلامي لحـزب التحـرير
ولاية الأردن