lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar050815

الخبر:


 دخول تركيا الحرب إلى جانب التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا يترك انعكاسات متزايدة في الشرق الأوسط، وخاصة بعد سماح أنقرة لواشنطن والتحالف باستخدام قواعد عسكرية في تركيا، وبعد بدء المقاتلات التركية بقصف مواقع لتنظيم الدولة في سوريا وأخرى تابعة لـ حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وفي هذا الإطار، تناولت صحف أميركية التطورات الأخيرة التي تشكل تحولا في الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من أربع سنوات، فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا كتبه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بعنوان "لن يوقفنا شيء في سعينا لإلحاق الهزيمة بالإرهاب".

وأشار أوغلو إلى أن الوضع في سوريا والعراق يبعث على اليأس والقنوط، وأن تركيا تواجه إلى الجنوب منها العديد من التحديات والمخاطر التي تهدد أمنها القومي.

التعليق:


 سارعت تركيا بالرد على ما تعرضت له من اعتداءات من قبل تنظيم الدولة الذي خلف وراءه 32 قتيلا في بلدة سروج التركية وقد اشتبكت مع عناصر تنظيم الدولة على الحدود السورية. فقامت تركيا بتحريك جيوشها والرد على الاعتداء ودخلت الطائرات التركية المجال الجوي السوري وقامت بقصف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية".

فكان الفارق بين هؤلاء القتلى وبين مئات آلاف القتلى داخل سوريا الذين سقطوا على مدار أربع سنوات على الأراضي السورية بأنهم أتراك ولهم حق على الدولة التركية بأن تنتقم لهم. ولو كان الذي يفصل بينهم مجرد حدود وهمية ووضعية وضعها الاستعمار وتمسك بها الحكام والشعوب، فكرّس حكام تركيا تفريق المسلمين وأضاعوهم ونسوا أنهم أمة واحدة من دون الأمم!! بل وأنهم كانوا من رعايا الدولة العثمانية قبل أقل من قرن من الزمان!

أحدود الله أولى بالإقامة والحفاظ عليها يا حكام تركيا، أم حدود سايكس بيكو؟ أوليس من حدود الله أن تتكافأ دماء المسلمين وذممهم، وأن ترعى حرماتهم وتصان أعراضهم، ويدافع عنهم؟

فالقتل والظلم يسري الآن في معظم دول العالم الإسلامي وكثر التنكيل بالمسلمين؛ ففي سوريا والعراق أُلوف من القتلى والمشردين والمهجرين على مدار أعوام، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عن الحدود السورية التركية ببعيد. فهو يئن تحت وطأة احتلال يهود له منذ عقود وقد تطاول اليهود على المسلمين فيه أيما تطاول وتجرأوا على العباد والأماكن المقدسة فيه أيما جرأة!!

فقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من أكبر الكبائر، وقد قتل في سوريا وحدها أكثر من ثلاثمائة ألف نفس منذ أربع سنوات، وحرمة دم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة المشرفة، ولم يتحرك حكام تركيا مع أن الكعبة هدمت ثلاثمائة ألف مرة، فحدود الله غائبة ومعطلة وحدود سايكس بيكو قائمة لتفرق المسلمين بعضهم عن بعض ويقتل بعضهم بعضا باسم القومية والوطنية. ويبقى حكام المسلمين صغارا يلهثون وراء سايكس بيكو ووراء تثبيت عروشهم وحدود دويلاتهم، ويتركون شرع الله. نسأل المولى أن يُعجل لنا بإمام جنة يقاتَل من ورائه ويتقى به وعسى أن يكون ذلك قريبا.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ميرفت سلامة

20 من شوال 1436

الموافق 2015/08/05م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_49911