lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar270915


الخبر:


 أكدت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد وجود "تفاهم ضمني" بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل إلى حل للنزاع الذي تشهده بلادها منذ أكثر من أربع سنوات، وفق تصريحات نقلها الخميس الماضي الإعلام الرسمي.

وقالت شعبان في مقابلة مع التلفزيون السوري الرسمي مساء الأربعاء، نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" مقتطفات منها الخميس، "هناك توجه لدى الإدارة الأمريكية الحالية لإيجاد حل للأزمة في سوريا وهناك تفاهم ضمني بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل التوصل إلى هذا الحل".

وأشارت إلى "وجود إقرار أمريكي بأن روسيا على معرفة بالمنطقة وتُقيِّم الموقف بشكل أفضل"، مضيفة أن "المناخ الدولي الذي نشهد اليوم هو مناخ متجه نحو الانفراج وحل الأزمة في سوريا".

وجددت شعبان الإشارة إلى أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي للأزمة في سوريا دون القضاء على الإرهاب". (جريدة النهار اللبنانية)

التعليق:


 عندما بدأت روسيا في الآونة الأخيرة تزيد من دعمها لنظام بشار الأسد كان الموقف الأمريكي منتقدا لذلك الدعم. فقد صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلا: "إن استراتيجية روسيا في تقديم الدعم إلى الرئيس السوري بشار الأسد، تشكل خطأ كبيرا"، وقال أيضا: "الخبر السيئ هو مضي روسيا بالاعتقاد أن الأسد شخص يستحق الدعم". وقد صرح كيري بتصريحات تحمل المعنى ذاته وهو معارضة الولايات المتحدة لزيادة الدعم الروسي لنظام بشار الأسد.

إن المتابعين لواقع ما يجري في سوريا، ومنذ بداية الأزمة، يدركون أن النظام السوري، وهو التابع لأمريكا، لم يكن ليبقى لولا الدعم الأمريكي له. فأمريكا هي من أوعز لأدواتها في إيران ولبنان والعراق بمساندة النظام السوري لمنعه من السقوط، وهي من استعان بروسيا في مجلس الأمن من خلال استعمال روسيا للفيتو ضد أي قرار يُضعِف أو يزيد من ضعف النظام السوري. وأيضا، فإن أمريكا هي من كان يحول على الدوام دون وصول أي سلاح نوعي إلى أيدي الفصائل المسلحة، وبخاصة الصواريخ المضادة للطائرات الحربية.. وزيادة على ذلك، فإن أمريكا اتخذت تنظيم الدولة ذريعة "لإبراز أهمية بقاء النظام السوري قويا" لمحاربة ما يسمونه "الإرهاب".. والخلاصة أن أمريكا لم تترك وسيلة تمنع بشار الأسد من السقوط إلا واستخدمتها.

إن حقيقة الموقف الأمريكي من الدعم الروسي الأخير لبشار الأسد، بغية منع سقوطه، إنما هو مؤيد لذلك الدعم، ولم يكن ليتم الدعم الروسي للنظام السوري من غير موافقة أمريكية، باعتبار أن سوريا منطقة نفوذ أمريكي. ولذلك لم تكن "جعجعات" المسؤولين الأمريكيين المتعلقة بمعارضة زيادة الدعم الروسي إلا كذبا، وإنما هي للتضليل.. فأمريكا تتخذ من تدخل روسيا ذريعة للقبول بمفاوضة بشار الأسد وجعله جزءا من المرحلة القادمة، والتي يسمونها انتقالية، وأيضا هي تضغط على بعض دول الخليج التي تنفذ سياسة إنجليزية في سوريا، وهي تستعمل ذلك التدخل في وجه الدول الأوروبية التي ترغب ببعض نفوذ لها في سوريا.

وهذا الموقف الأمريكي المؤيد والداعم لزيادة الدعم الروسي الأخير لنظام الأسد، أكّدته بثينة شعبان عندما تحدثت عن وجود تفاهم ضمني بين روسيا وأمريكا في سوريا. بل إن باراك أوباما نفسه "أبدى تفهما" لزيادة الدعم الروسي الأخير عندما قال: "نتقاسم مع روسيا الرغبة في مكافحة التطرف العنيف". وزيادة على ذلك فإن تصريحات بثينة شعبان المتعلقة بحصول تفاهم روسي أمريكي حول الحل في سوريا يشير إلى أن التدخل الروسي الأخير في سوريا جزء من حل معين تسعى إليه الولايات المتحدة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طالب رضا

13 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/09/27م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_51529