lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar121015


الخبر:


 الجزيرة: قبل ثلاثة أيام بدأ هجوم قوات نظام بشار الأسد، مدعومة بمليشيات شيعية من إيران والعراق ولبنان بقيادة ضباط من روسيا، على قرى كفر دلبا ومركشيلة وسماكوفي والشيخ محمد وجب الغار وجب الأحمر بجبل الأكراد، واستخدمت فيه أحدث الأسلحة الروسية، كما شنت خلاله الطائرات الروسية وطائرات النظام أكثر من ثلاثمئة غارة، تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، لكن دون أن تتمكن من تحقيق تقدم يذكر.!

وأشار الملازم بالجيش الحر محمد أبو خالد إلى أن الضباط الروس "بدوا غاضبين كل الوقت، يصرخون ويشتمون بسبب عدم تحقيق أي تقدم رغم الإسناد الجوي الروسي الكبير".

وأكد أن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات المهاجمة بفعل "الصمود الأسطوري لرجال الجيش الحر" دفعت قياديا روسيا للتهديد بوقف الإسناد الجوي وترك قوات النظام والمليشيات الشيعية المساندة لها لمصيرها.

التعليق:


 لنا ثلاث وقفات مع هذا الخبر: الأولى: من رحمة الله تعالى بالأمة الإسلامية، أنه سخر لها من عدوها من يقودها للجنة بالسلاسل، فبعد أن كادت أمريكا تنجح في سحب بعض الفصائل لطاولة المفاوضات وإقامة الهدنة، بل وحتى عرض الخدمات على أمريكا بأن تكون تلك الفصائل معتدلة وتستطيع أمريكا أن تعول عليها، إلا أن عدوها يأبى إلا أن يصليها بنار حقده حتى ترتد عنه إلى حضن الأمة، وتبقى ثورة الشام بفصائل تستطيع بها أن تنتصر بإذن الله على عدوها.

والثانية: لا يمكن أن تحسم معركة بالقصف الجوي، لم يحصل هذا في التاريخ المعاصر، نعم قد تحدث دمارا كبيرا، وتظهر مقدار الحقد الأعمى الذي في الصدور ضد هذه الأمة، إلا أن المعركة الحقيقية لهذه الأمة هي معركة أيديولوجية، تقف وراء معركتها العسكرية، استشهدت الصندي تلغراف بعبارة للجنرال جوناثان شو قائد القوات البريطانية الأسبق في العراق قال فيها "هذه الحرب سيتم الفوز بها أو خسارتها في قلوب وعقول الشعوب الإسلامية"، وبالنظر في ميزان القوى الأيديولوجية بين الأمريكان والروس وإيران وحزبها والنظام الأسدي من جهة، وبين ثوار الشام من جهة، نجد كفة الثوار ترجح بشكل حاسم لا شك فيه، ويشهد لهذا أربع سنوات ونصف من الصمود الرهيب والانتصارات الساحقة رغم تآمر كل قوى العالم على هذه الثورة المباركة، فلولا هذا الرصيد الضخم من الزخم العقدي والإيمان بالحق، والانتصار بالله، لما صمدت الثورة نصف سنة! فالمعركة لا يمكن أن تحسم بالضربات الجوية، وإلا فإن أمريكا والنظام السوري وإيران من قبل قاموا بالقصف الجوي على مدار سنوات، ولم يستطيعوا النيل من الفصائل الإسلامية، ولديهم ما لديهم من وسائل التقنية والاتصالات والتنصت والاستخبارات، ما لن تستطيع روسيا أن تضيف إليه أي جديد! فالشام مقبرة الغزاة.

والثالثة: إن هذه الثورة تناضل عن فكرة آن أوانها، فكرة الخلافة على منهاج النبوة وتطبيق شرع الله في الأرض، هذه الفكرة لا تستطيع كل قوى العالم هزيمتها، ولا الحيلولة دون وصولها لموطن التنفيذ، ومن رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن أعداء الأمة وهم يصبون جام حقدهم وراجمات صواريخهم وبراميل متفجراتهم، وكيميائهم، وأسلحة دمارهم الشامل ضد الأمة الإسلامية المنتفضة ضدهم، فإنهم إنما يخسرون حربهم ضد دولة الخلافة قبل قيامها، حتى إذا قامت لم يكن في جعبتهم إلا أن يستسلموا لقدر الله في تنفيذ وعده الحق باستخلاف الذين آمنوا وعملوا الصالحات.

وإن معركة الأمة تسير جنبا إلى جنب في الأقصى وبيت المقدس، وفي الشام، لتذكي في الأمة روح الجهاد، وروح النهوض نحو ربها وإرضائه بتطبيق شريعته، وإن الأحداث التي نراها في هذين الثغرين من ثغور الأمة الكثيرة، ليست حوادث فردية، ولكنها الأمة الإسلامية لا تستطيع قوى الشر والطغيان أن تقف في وجهها، فالمارد الإسلامي حين يستيقظ، مشحونا بعقيدته النضالية الجهادية السياسية الفكرية، لن تستطيع روسيا ولا أمريكا ولا أوروبا الوقوف في وجهه، فلتستيئس أمريكا وروسيا فإن اليأس إحدى الراحتين!

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ثائر سلامة - أبو مالك

28 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/10/12م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_52064