press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

art040216

طالعنا مؤخرًا على وسائل الإعلام خبر دعوة مجلس الحرب والدمار ممثلًا بدي ميستورا (الذي لا يعدو كونه أداة بيد أعداء المسلمين في سوريا،) أهلَ الفنادق، وأصحاب الذمم الرخيصة، إلى اجتماع؛ من أجل الإملاء عليهم بما يجب أن يقولوا ويصرّحوا، حتى خرجوا علينا بتصريحات لا تنطلي على أصغر سياسي، أو متابع للأحداث السياسية، ولا يفهم منها سوى أنهم يلمعون أنفسهم حتى يغتصبوا شرعية يفتقدونها، ويقبلهم أسيادهم في البيت الأبيض. وبعد أن انتهت هذه المسرحية الهزيلة والسخيفة، بممثلين من الدرجة الثالثة، خرجوا بفأر قدموه على أنه أسد، بتصريحات كذب، وأعذار قبيحة، لا ترقى لمستوى ثورة عظيمة، تحطمت على صخرتها كل المؤامرات.


وهنا يجب أن نتكلم عن ثلاثة مواضيع رئيسية في هذا الشأن، الأول: أمريكا وواقعها في هذه الثورة المباركة، بعد حوالي خمس سنوات عجاف، والثاني: من يريدون بيع ثورة الشهداء في سوق النخاسة، والثالث: الواقع على أرض الشام.


أما واقع أمريكا الذي لا تُحسد عليه في كل أرجاء الأرض، فهو كواقع فرعون في آخر عهده، حيث لا تتقبل أن أجلها قد حان، وأن زمانها قد انتهى، وها هي تستدعي هامان من أجل نجدتها، فتنتدب كل من يستطيع تقديم أية مساعدة تبقيها على قيد الحياة؛ لأنها تعلم جيدًا أن أيامها أصبحت معدودة، والجميع ينتظر موتها. والغريب في الأمر أن أمريكا تدرك أنها مسألة وقت ليس أكثر، ولكنها تسعى لتأجيل مصيرها المحتوم، أو تخريب المكان الذي سيخرج منه المارد الذي سيحطم جبروتها؛ لذلك استنفدت كل ما لديها من نفوذ، واستخدمت من تملك من قوى البشرية، لكن لا جدوى ولا مفر، آن الأوان لكي تعود الأمور إلى نصابها.


أما عن بيع الثورة؛ فبعد أن ارتوت أرض الشام بالدماء الزكية التي بُذلت في سبيل الله، للفوز بعز الدنيا ونعيم الآخرة، يأتي من يتاجرون بها، فيتصدرون الأسواق لبيعها بثمن بخس، ذل الدنيا والآخرة. وها هم يتنقلون بين الفنادق، من اسطنبول إلى الرياض إلى جنيف، والمستغرب هنا كيف ساقهم الغرب الكافر كالنعاج إلى حظيرة المفاوضات، دون أن يبذلوا جهدًا، سوى من خلال أمرين، جزرة وضعوها أمامهم، وعصا أخافوهم بها، فبئس المغنم والدافع، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مستوى الذل الذي هم فيه.


والأمر الأخير هو واقع الشام؛ فإن أرض الشام هي أرض المحشر والمنشر، فيها سيحشر الناس كلهم يوم القيامة، فليس غريبًا أن تكون أيضًا الأرض التي يحاسب البشر فيها أنفسهم قبل أن يحاسبهم الله، حيث ستكون فيها معركة الغوطة التي ستفصل بين الحق والباطل، وبين العدل والظلم، إلى مستقبل بلا عودة، وهو ما تتوجه إليه أنظار أكثر مليار ونصف المليار مسلم. ولن يستطيع منع ذلك العملاءُ المرتزقة ولا حكام المسلمين، ولا المتفاوضون الخونة، ولا أمريكا وأوروبا، وكلهم سيلقون إلى هاوية سحيقة قريبًا بإذن الله.


وهنا يجب أن نلفت نظر المتابع للأحداث، أن ثورة الشام ليست كأي ثورة يمكن أن تُسرق وتوجه نحو النظام الديمقراطي العفن، ولن يقبل من قاتل فيها بأن يصبح على قارعة الطريق ويدع أهل الفنادق يتكلمون باسمه. إن هذه الثورة من أول يوم واضحة المعالم، ثورة إسلامية لأجل الله، لأجل إعلاء كلمته سبحانه، استشهد الآلاف فيها من أجل أن يكون الحكم للإسلام، وليس من أجل حكومة مسخ رأسمالية حكامها لا يعلمون معنى التضحية والنضال. فمهما تآمر المتآمرون عليها، لن يكون مكرهم سوى زوبعة في فنجان، وحركة مذبوح، لقد انتهى زمانكم ليستقبل زمان الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.


﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح - أمريكا

25 ربيع الثاني 1437هـ
0416م