press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

art170216

تناقلت وكالات الأنباء يوم الاثنين 15 شباط/فبراير 2016 خبر استهداف الطيران الروسي والسوري أربعة مستشفيات في مدينتي "حلب" و"إدلب"، والذي أسفر عن مقتل 50 شخصا معظمهم من النساء و الأطفال إضافة إلى الكادر الصحي العامل في تلك المستشفيات.

تستمر الهجمة الدولية غير المسبوقة ضد ثورة الشعب السوري، وفي كل يوم تتوالى البراهين القطعية والدالة على أن التدخل الروسي والإيراني وحتى التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ليس له من هدف سوى إخضاع ثورة الشعب السوري وكسر إرادته وإرغامه على القبول بتسوية تفاوضية تُبقي على "نظام الأسد" وتقضي على أي أمل في التحرر من كابوس حكمه رغم كل ما قدمه الشعب السوري من تضحيات خلال ثورته.

إن تعمد استهداف المستشفيات والنساء والأطفال بالطائرات و القصف العشوائي ليدل بوضوح على مدى وحشية وإجرام القوات الروسية والنظام الذي تدعمه، وإن ما يقومون به في حق الشعب السوري هو حرب إبادة قل نظيرها، وإن الصمت الدولي الذي يرقى إلى درجة التواطؤ هو دليل على الانحطاط والسقوط الحضاري لأمريكا وحلفائها وافتقادهم لأي قيم أخلاقية أو إنسانية، فقد سبق لأمريكا أن قصفت مستشفى "قندوز" بأفغانستان قبل أربعة أشهر، وقصفت مراكز الصحفيين بأفغانستان والعراق إبان الحرب، ولا تزال تعارض إقامة منطقة عازلة أو حظر جوي لإيواء اللاجئين داخل سوريا.

إن القوات الروسية بطائراتها الحديثة وقوتها الصاروخية الضاربة فشلت إلى حد الآن في تغيير الواقع الميداني بشكل حاسم بالرغم من وجود الجنود الإيرانيين وحزبهم في لبنان إلى جانب جنود "بشار" وبالرغم من مشاركة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيا في حصار الثوار، وهذا ما جعل القوات الروسية تكثف من غاراتها الجوية والصاروخية بشكل كبير في الفترة الأخيرة بالتزامن مع توقف مفاوضات جنيف، مستهدفين عن قصد المنشآت المدنية من مستشفيات وأسواق وبيوت، وذلك من أجل ضرب الحاضنة الشعبية التي تؤوي الثوار وتزيد من صمودهم، وهذا ما عبرت عنه صحيفة "هآرتس" العبرية حين تحدثت عن "توصل الجنرالات الروس لقناعة مفادها أن إحداث تغيير في معركة حلب يتطلب استهداف المدنيين لطردهم من المدن والتجمعات السكانية".

وكما فشلت إيران وحزبها فسوف تفشل روسيا في إطفاء لهيب الثورة في سوريا، ومهما حركت أمريكا من أدوات ومهما تواطأ معها العملاء فلن تقدر على كسر إرادة الأمة في سوريا مهما كانت التضحيات. وإذا كانت إرادة الشعوب عادة لا تقهر، فما ظنكم بشعب جعل عنوان ثورته "هي لله".

﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد مقيديش
عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

8 جمادى الأولى 1437هـ
1716م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/35548