press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

art160917

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تشكيل إدارة مدنية موحدة في المناطق المحررة تزامنا مع المقترح الذي قدمه النظام التركي والذي يتضمن بنودًا بتشكيل هيئة إدارة محلية مدنية تتكفل في إدارة شؤونها الإنسانية واليومية، مع إبعاد التنظيمات المسلحة عن الإدارة المدنية. وكذلك تحويل مقاتلين في المعارضة السورية المسلحة إلى جهاز شرطة بشكل رسمي لحماية وحفظ الأمن، إلى جانب حل هيئة تحرير الشام بشكل كامل. تحت ذريعة إلغاء أسباب القيام بعملية عسكرية في محافظة إدلب، وبحسب الجريدة "يني شفق" التركية فإن الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا بالإضافة إلى فرنسا تبحث تنفيذ عملية عسكرية في إدلب بغية إخراج هيئة تحرير الشام منها باعتبارها على لائحة الإرهاب الدولية. 

لا شك أن الغرب الكافر يسعى منذ البداية إلى إنهاء ثورة أهل الشام التي قامت على عميله المجرم في سوريا؛ وهو يسير بخطى حثيثة للإجهاز عليها بكافة الطرق والأساليب، ولعل أهمها ما تفتق عنه مؤتمر الآستانة من اتفاق لخفض التوتر؛ الذي كان بداية النهاية لثورة قدمت الغالي والنفيس في سبيل الخروج من ظلم النظام الرأسمالي إلى عدل الإسلام، فتعتبر الإدارة المدنية في هذه المرحلة منتج من منتجات اتفاق وقف التصعيد الذي يشرف عليه النظام الروسي؛ ومسمار جديد يدق في نعش الثورة السورية، وإن ما حصل في الغوطة الشرقية ودرعا وما يحصل في ريف حمص الشمالي من اتفاقيات؛ يرسم ملامح مرحلة جديدة من مراحل السقوط في هاوية الحل السياسي الأمريكي؛ الذي يعمل الغرب الكافر جاهدًا على تحقيقه، حيث يعمل على إيجاد إدارات مدنية تحاول رسم حاضر ومستقبل المناطق المحررة في صورة جزئية تتوافق مع الصورة الكلية التي يعمل الغرب الكافر على رسمها حسب وجهة نظره المستندة إلى عقيدة فصل الدين عن الحياة؛ مما يحول اهتمامات الناس نحو الانشغال بالأمور الجزئية وصرف النظر عن الهدف الأساسي في إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، ولعل من أبرز ملامح المرحلة الجديدة:

- إنهاء العمل العسكري وإنشاء إدارة مدنية لا تمتلك أدنى مقومات الحياة مرهونة بشكل كامل للنظام التركي ومن ورائه المجتمع الدولي تمهيدًا للمصالحة وتسليم المناطق لطاغية الشام من جديد.

- إلحاق المؤسسات كافة بالحكومة الانتقالية المنبثقة عن الائتلاف الوطني السوري.

- تخل الفصائل عن هدفها في إسقاط النظام وتحولها إلى جيش وطني مسلوب الإرادة؛ تنحصر مهمته في الدفاع عن هذه البقع الصغيرة، وتحول قسم كبير من مقاتلي الفصائل إلى شرطة مهمتها تنظيم السير والمخالفات وحفظ الأمن؛ وحراس يمنعون كل من يريد استهداف طاغية الشام ريثما يتم تسليمه البلاد بحجة الالتزام باتفاق خفض التوتر؛ وبحجج أخرى منها حقن دماء أهل الشام وتأمين الأمان لهم؛ وهذا عينه ما حصل مع الفصائل الفلسطينية عندما قبلت بمفاوضة كيان يهود، ومن ظن أن السير في طريق الحل السياسي الأمريكي سينهي معاناة أهل الشام وسيحقن دماءهم ويصون أعراضهم فهو واهم فلا أمان مع الغرب الكافر وعملائه ولا صيانة لأعراض المسلمين تحت سلطانه.


إن المأزق الكبير الذي تمر به ثورة الشام تتحمل مسؤوليته قيادات الفصائل؛ عندما قبلت برهن قراراتها للداعمين وقبلت بالهدن والمفاوضات مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ؛ وما نتج عنه من حرف مسار الثورة وتقزيم مطالبها حتى بات معظم قيادات الفصائل يرى من الإدارة المدنية إنجازا مع اختلافهم في شكلها ومضمونها، ولا نستطيع أن نسمي هذا إلا فتات الفتات واستخفافًا بعقول أهل الشام ودماء أبنائهم، وما نتج عنه أيضًا من خفض التوتر؛ الذي أوقف الجبهات وأدى إلى انحسارها بهذا الشكل، والذي أصبح الحديث فيه عن تجنيب محافظة إدلب مصيرًا أسودًا طاغيًا على عقول الناس، هذا ما أوصلتنا إليه الهدن والمفاوضات والمال السياسي القذر الذي طالما حذر منه حزب التحرير.

إن تجنيب الثورة مصيرًا أسودًا لا يكون بعقد المصالحات مع قاتل الأطفال والنساء والشيوخ وعقد المؤتمرات تحت رعاية الغرب الكافر ولا يكون بالسعي لإرضاء الغرب الكافر بتسليم المنطقة إلى أناس رهنوا أنفسهم لتحقيق مصالح أمريكا ومشروعها السياسي المتمثل بدولة مدنية ديمقراطية تفصل الإسلام عن الحياة والمجتمع؛ بل بفتح كافة الجبهات وضرب طاغية الشام في معقله الأساس في دمشق، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).


وأخيرًا أود أن أتساءل: هل خرج أهل الشام على طاغيتهم من أجل إدارة مدنية همها تأمين الخدمات من ماء وكهرباء وإزالة نفايات؟!! ثم ماذا بعد الإدارة المدنية؟ وماذا ستفعل قيادات الفصائل عندما يتفرغ طاغية الشام ومن خلفه لآخر قلاع الثورة في إدلب وخاصة وهو مشهور عنه عدم وفائه بالتزاماته ونقضه للعهود والمواثيق؟.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
الأستاذ أحمد عبدالوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا