press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

maqal200418

• عندما ثار الناس على نظام السفاح بشار في بديات الثورة ، كان أول شيء قاموا به أنهم كسروا جدار الخوف الذي كانت الأجهزة القمعية تسجنهم خلفه ، وتمنع كل واحد منهم من مجرد التفكير بتغيير هذا الواقع المرعب من الظلم والقمع الذي يعيشون فيه .
• وانتشرت الثورة وسقط جدار الخوف وامتلك الناس قرارهم وهتفوا ملء حناجرهم بشعارات تنبع من داخلهم ثم تنبثق من عقيدتهم معبرين عن إرادة التغيير ، الذي كانوا على استعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيقه .
• كانت الثورة شعبية قوية تشمل كل شرائح المجتمع اندفع الجميع من أجل انجاحها فكانت أملا للمظلومين والمقموعين والمضطهدين ، والمتطلعين لاسترجاع كرامتهم وكرامة الأمة وإقامة حكم الإسلام الذي يعيد للأمة عزتها ويحقق تحريرها من الاستعباد الداخلي والخارجي .
• بعد عسكرة الثورة ونشوء الفصائل ، أخذت الفصائل تعتبر نفسها هي الممثل الأول ويكاد يكون الوحيد للثورة ، وقد عزز ذلك عقلية التسلط وفرض الرؤيا بالقوة من جهة ، وعدم امتلاك مشروع محدد ، بل مجرد وجهات نظر جزئية محدود ، وتطلعات للسيطرة المناطقية عند قيادات الفصائل التي سيطرت عليها النظرة الضيقة ، وتملّكها غرور القوة ، وغاب عنها عقلية الرعاية ، ولم تدرك أن الحاضنة الشعبية هي السند الطبيعي الذي يجب أن تحافظ عليه .
• هذه العقلية وتلك التصرفات ، التي عززها غياب الوعي والانحراف عن الهدف الأساسي للثورة ، ومحاكاة الأجهزة القمعية التي ثار الناس عليها ، من حيث انشاء الأمنيات التي حاكت تصرفات الأجهزة القمعية عند نظام السفاح ، وتسلطت على الناس ؛ ومن حيث التصرفات التسلطية القمعية غير الواعية للكثير من حملة السلاح ، كل ذلك أدى الى حصول الفصل بين الحاضنة الشعبية من جهة ، وبين المنظومة الفصائلية بتركيبتها السائدة من جهة أخرى ، وأصبح من يُفترض أن يكون أملا للناس سيخلصهم مما كانوا يعانونه من بطش وظلم وقمع ، هو مصدر ظلمهم وقمعهم .
• كل ذلك ترافق مع ظروف قاسية عاناها الناس من قصف وقتل وتدمير وتهجير ، أدى الى زعزعة فكرة الثورة في نفوس كثير منهم ، وأدى الى اعتزال الكثيرين العمل الثوري ، وزرَع اليأس من إمكانية التغيير المنشود الذي كانت الناس تراه حتميا في بدايات الثورة ، مما جعل المنظومات الفصائلية تتمكن من سلب إرادة الناس من جديد الى حد ما .
• هذه التصرفات الفصائلية الأمنية والقمعية أدت الى سلب أرادة الناس ، وقتل الأمل في نفوس الكثيرين منهم ، ومكنت قيادات المنظومات الفصائلية في ظل غياب محاسبة الناس من الانحراف ببوصلة الثورة الى الاقتتال فيما بينها حينا ، والى التنازل عنها وبيعها في سوق المفاوضات والمؤتمرات حينا آخر . لأن الثورة فقدت قوتها الشعبية الفاعلة والمؤثرة عندما تخلت الحاضنة الشعبية عن فاعليتها ولم تعد تثق بقدرتها على التغيير والتأثير .
ولن يتم انقاذ سفينة الثورة من هذا المنزلق الخطير إلا بتحقيق الأمور التالية :

1 - إن تتبنى الثورة مشروعا محددا ينبثق من عقيدتها يبلور لها أهدافها ، ويركز ثوابتها ويجمع شتاتها
2 - أن تتخذ قيادة واعية حاملة للمشروع ، تبصر طريقها وتسير بالثورة نحو أهدافها ، وتعي على مخططات الدول المتآمرة ومكائدها .
3 - أن تعود الثورة من جديد لتشمل كل شرائح المجتمع ، وأن تأخذ الحاضنة الشعبية دورها الفاعل في نصرة المشروع وحملته وأنصاره ، وفي محاسبة المنحرفين عن نهجه ، وبذلك تستعيد سلطانها الذي فقدته من جديد .
إن المصير واحدٌ والمسؤولية كبيرةٌ ، وليس الواجب في انقاذ سفينة الثورة على فئة دون أخرة ، بل هو مسؤولية الجميع ، ويجب أن يقوم كل منا بما هو واجب عليه ، فنمتلك قرارنا ، ونتوكل على ربنا ونعتصم بحبله ، ونقوم بما أوجبه الله علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبذلك ننجو جميعا من الواقع الذي نحن فيه ، لنحقق خلاصنا ونصرنا وعزنا ، وما ذلك على الله بعزيز . قال تعالى :
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) ( القصص 5 )

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
حنين الغريب