press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠٣١٠ ١٢١١٥٢

 

بعد المكر الذي قام به الغرب الكافر وتحقيق ما أراد بإسقاط الخلافة بمساعدة يد خونة العرب والترك.
لقد مضى على هذه المؤامرة والجريمة النكراء مئة عام ذاقت فيها أمة الاسلام الويلات وعشش في عقول أبنائها ما زرعه الكافر المستعمر من أفكار خبيثة نتيجة الغزو الفكري والثقافي الذي استمر لسنوات طويلة، وكانت بلاد الاسلام مسرحا للعمالة والخيانة وتسلط الحكام العملاء على رقاب شعوبهم، ففرضوا عليهم أحكام الكفر بالحديد والنار، وسعوا لإفسادهم ومحاربة كل توجه نحو دينهم.

ولكن رغم ذلك، لم تغب فكرة الخلافة و تحكيم شرع الله عن أذهان المسلمين يوماً، بل أخذوا يدركون أنه لن يتغير هذا الحال الذي هم فيه الا بتحكيم شرع الله في دولة تحكمهم بالعدل وتدفع عنهم الظلم وتكالب الأعداء.

وقد كان هذا دافعا لظهور عدة جماعات قامت على فكرة إعادة الإسلام وأمجاده بعد الضياع والفقر والتسلط الذي يمارس عليها ولكن هذه المحاولات كانت تفتقد إلى نقاء الفكرة وعدم وضوح الطريقة، فلم تتجاوز كونها محاولات ناتجة عن مشاعر ورد فعل على الواقع السيء الذي كانت تعيشه نتيجة الظلم وغياب الراعي والحامي لدينهم وعرضهم وأرضهم.

إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]
حتى تنهض الشعوب والأمم تحتاج الى أن تمتلك إرادة التغيير بعد إدراكها لفساد الواقع الذي تعيشه ليتكون رأي عام بين أبناء.
ولكن ذلك لن يحدث إلا بوجود جماعة أو حزب تتبلور عنده الفكرة وتستقيم الطريقة في العمل للتغيير وهو يسير نحو هدف ثابت، ويلزمها خطة منهجية يقوم بها الحزب وترفع راية واضحة وتحمل مشروعا مستنبطا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بأدلة تفصيلية تبين حقيقة هذا المشروع والحلول التي يقدمها لكل المشاكل والعقبات التي يتعرض لها المسلمين، ويتبنى طريقة شرعية واضحة المعالم يسير عليها كما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما أقام الدولة الأولى التي ملأت الارض عدلا وخيرا.

وقد أنعم الله على هذه الأمة عندما أسس العالم الجليل والمفكر الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله "حزب التحرير" وهو حزب سياسي عالمي مبدؤه الإسلام يعمل من أجل استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة، منطلقا من قوله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )(104)آل عمران. يرفع راية واضحة وهو يقدم مشروعا مستنبطا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بأدلته التفصيلية، وقد وضعه بين أيدي الأمة بكافة شرائحها.

وقد تبنى طريقة النبي صلى الله عليه وسلم لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقد تأسى الحزب برسول الله صلى الله عليه وسلم ملتزما بمراحل الطريقة الدقيقة التي تبدأ بمرحلة بناء الكتلة والتثقيف، ومن ثم مرحلة التفاعل مع الأمة وطلب النصرة من أهل القوة والمنعة، ومن ثم إقامة الدولة.
وتسير الدعوة وأهلها مع الأمة لتحقيق هدفها بأقامة صرح الإسلام مبعث عزتها وكرامتها.
وقد تعرضت الدعوة وشبابها وما زالت للأذى والتعذيب، والتشويه وتكالب الحاقدين عليها كما حصل مع دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من تشويه وتعذيب واعتقالات وتهديد بشتى الأساليب ولكن كل هذا لم يثن الحزب عن أهدافه ولم يحرفه عن طريقته.

وقد أصبحت الخلافة على منهاج النبوة رأيا عام بين أبناء الأمة الإسلامية. وغدت المطالبة بها تيارا كبيرا، رغم كيد الكائدين، وتآمر المتآمرين ومحارية المجرمين، وهذا مما يبشر بقرب بزوغ فجرها من جديد.

وقبل ذلك فإن زاد العاملين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة بعد تقوى الله هو وعد الله عز وجل وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم، فشمروا أيها المسلمون للعمل مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة الثاتية على منهاج النبوة، عسى الله أن يعجل لنا بالفرج والنصر والتمكين والاستخلاف في الأرض، وإن ذلك لقريب قريب بإذن الله.

 


======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
محمد الحمصي