press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

photo 2021 10 03 17 39 43

 

 

بدأت ثورة الشام بسلاح الكلمة أمام الترسانة العسكرية والأمنية الضخمة التي يمتلكها النظام مطالبة بحقوق شرعية غير أبهة لتلك الأسلحة، وخاصة بعدما شاهدوا إخوانهم في بعض بلاد المسلمين وهم يطيحون بحكامهم العملاء، فازداد عندهم الحماس والشجاعة والتصميم على هدف إسقاط هذا النظام الأمني، الذي كان يكبت أنفاس الناس ويحكمهم بالحديد والنار ويزرع في قلوبهم الخوف حتى لا تقوم لهم قائمة.

انكسر حاجز الخوف وأصبحت فاتورة التضحية مفتوحة عندما صدحت أول حنجرة ثائرة بالهتاف الأجمل:"الشعب يريد اسقاط النظام".. ما جعل الناس تقف بصدورها العارية أمام بنادق الأمن و الشبيحة الذين استخدمهم نظام الإجرام لإسكات تلك الهتافات الثائرة والصيحات الهادرة.

ومنذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة كانت أميركا (ومعها أعداء الإسلام) تتابع بقلق شديد سير أحداثها ضد نظام أسد عميل أميركا. وراحوا يمارسون المكر والبطش ظناً منهم أنهم قادرون على إخماد تلك الشرارة على غرار إجرام المقبور حافظ الأسد في ثمانينات القرن الماضي.
ثم ما لبثت رقعة الثورة أن اتسعت لتعم أرجاء الشام كاملةً، وبات واضحاً عجز النظام المجرم عن إخمادها، وخاصة عندما بدأت الانشقاقات وبدأ المخلصون ينحازون بشكل طبيعي إلى دينهم وأمتهم ضد هذا النظام..
وبدأت مسيرة تحرير البلاد واقتلاع نفوذ نظام الإجرام منها، منطقة تلو أخرى، ما جعل أميركا تدق ناقوس الخطر، وتحرك قسماً من أدواتها والإيعاز لهم للوقوف مع النظام وخوض الحرب العسكرية معه ضد الثائرين، وتحريك القسم الآخر من أدواتها لخوض الحرب ضد أهل الشام بالمال السياسي والمكر والخداع والاحتواء الذي مارسته الأنظمة التي ادعت نفاقاً "الصداقة" ..
كل ذلك للحيلولة دون تحقيق الثورة لأهدافها وبلوغها مرادَها ..

أيها الثائرون على أرض الشام:
إن ثورتكم انطلقت من بيوت الله، وهتفت:"هي لله" و "الله أكبر"، واستمدت قوتها في بدايتها من تلك الشعارات والهتافات التي تعبر عن عقيدتها وهوية أهلها، ما جعل الرعب يدب في قلوب أعدائها، فتحررت مساحات شاسعة بأسلحة خفيفة دون اعتماد على داعم أو ضامن، واغتنمت الأسلحة الكثيرة عندما كان قرار الثورة بيد أهلها قبل أن تعقد المؤتمرات والاتفاقيات والهدن وجولات المفاوضات، وقبل أن يدخل المال السياسي القذر ويقول كلمته ويفعل فعلته، فكان أن صادر قرارها وأجبر من زعموا أنهم قادتها على السير في طريق الاتفاقيات الدولية التي حاكها من يريدون وأد ثورتنا.
وراحت الثورة تتراجع شيئاً فشيئا حتى راح البعض يستجدي الحلول من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي رغم كونها لا تعدو أن تكون بعضاً من الأدوات القذرة التي تستخدمها أميركا لخنق الثورة وتعويم نظام العمالة.

لقد بان المرض ولابد من العلاج، وكلما تأخر هذا العلاج كلما استفحل المرض وزادت فاتورة العلاج ..
وإن دماءنا وأموالنا وأرضنا وعرضنا في خطر عظيم ..

وإنه لا خلاص لنا من معاناتنا إلا بتتويج تضحيات ثورتنا وفق خطة مدروسة ومشروع خلاص له رجاله..
لكنه بحاجة لجهود الصادقين من أبناء الأمة ليعيدوا للثورة ألقها، وللأمة سلطانها من مغتصبيه الذين رهنوا قرارهم للنظام التركي الذي يتحرك ضمن الخطة الأمريكية للقضاء على ثورة الشام.

إن أولى خطوات تصحيح المسار هي استعادة القرار، ومفتاح ذلك قول الحق ورفع الصوت عالياً بوجه الظالمين لتهيئة الأجواء وإيجاد رأي عام ضاغط على ضرورة تصحيح مسار الثورة وتوسيد الأمر لأهله سياسياً بقيادة سياسية واعية ومخلصة تحمل مشروعاً من صلب عقيدة الأمة ويعبر عن هويتها، وتوسيد الأمر لأهله عسكرياً بقيادة عسكرية صادقة مستقلة تقطع حبال الداعمين وتصلها بحبل الله المتين، فتقلب الطاولة على الخونة والمتآمرين، وتسير بالثورة إلى بر الأمان، إلى إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام، في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.

قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).

 

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبود العبود