press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١١٠١٣ ٠٣١٨٢١

 

 

إنّ الذي يعلم نشأة الأمم المتحدة والأجهزة التابعة لها كمجلس أمنها مثلاً، يدرك أنّ مسرح المجتمع الدولي يسير على عين المخرج الأمريكي صاحب شاشة العرض العالمية. فهو المشرف الرئيس ذو الإمكانيات الكبرى و النفوذ الأوسع الذي يوزع الأدوار على الممثلين المشاركين في الجوقة السياسية من الفاعلين والمؤثرين في الموقف الدولي، وعلى الأدوات الإقليمية أيضا.

وإنّ كل حدث جلل يحصل في بقاع الأرض يمكن أن يزعزع كبرياءه يحاول هذا المخرج الكبير أن يجعل نصّاً ودستوراً محدداً من عنده، ليحوّله إلى خطة عمل، يجسدها في شخصيات إلى أن يكتمل التصوير فيخضع الجمهور لحضور العرض الكامل، طوعاً بالتزييف وقد أفل زمان ذلك أو كاد، أو كرهاً عند اللزوم حين التمرد على قراره في منطقة سيطرته، فهذه سجية الطغاة الفراعنة.
فهذا المخرج يحاول أن يفرض رؤيته و طريقة العمل التي تحقق أهدافه و مصالحه، فهو الذي يختار لذلك طاقم العمل وطاقم التمثيل، وهم من المجتمع الدولي و من الخاضعين له، ولا يشترط في الممثل أن يقتنع بدوره المنوط به، فالمهم عنده أن ينال زلفى، أو أن يشبع وهم العظمة أمام أقرانه، أو أن يبقى رابضاً على كرسيه وجيفته، أو أن ينال بقية فتات، ويُجري من أجل ذلك التجارب لحسن أداء التمثيل ولو استلزم ذلك القتل والتدمير، والحصار، والاعتقال،....
والمخرج الكبير هو الذي يتابع الأمور الفنية والمؤثرات والأصوات وتزيين الطرقات وتوسعتها وتنظيمها وتمهيدها لضمان سير الجوقة الإعلامية، وهو الذي يحفّز فريق العمل، وينبه على التجاوزات بالكلمة، فإن لم ينفع فباستخدام وسائل الضغط المتاحة، من أجل بلوغ الهدف المخطط له، فيجب الالتزام الجاد بالتعليمات لضمان عدم الخروج عن الخطة أو عن النص.

ففي ثورة الشام تم إدخال روسيا بدور القاتل ومعها إيران، مع مشاركة تركيا في كل المحطات بدور طبيب التخدير، ثمّ إجراء عمليات تجميل لبعض الوجوه وتوبيخ هنا وزجر كاذب هناك، وثناء في حين آخر. وتظهر بين الحين والآخر مشاكسات بين الممثلين، فيعلن عقوبة يرفع المخرج بها صوته، كل ذلك يتم في حلقات متتابعة تبعا لما يتطلبه العرض، فلا بدّ في النهاية عند اكتمال الحلقة الأخيرة لإتمام العرض أن تتحقق الغاية، ثمّ يذهب كل ممثل من حيث أتى، ويترك المخرج وراءه من يستمر في عرض فيلمه ليعود مردوده الأعظم إليه وإلى منتجه.
وكلما كانت منطقة الحدث عظيمة الخطر، كان الفشل في عرضه عظيماً أيضاً و إذا وجد من أبناء الأمة من يخرج على ثوابت اللعبة و قواعدها و لا يكترث بغضب المخرج الكبير و لا بسخط أدواته بل يحذر غضب الله وحده و يسعى لرضاه وحده، فعندها ستكون أعمال المخرج الكبير وبالا عليه و ما أنفقه من جهود و أموال عليهم حسرة.
وهذا بدا واضحاً في هذه الثورة فما تزال تكاليف العمل تنفق بغزارة ومحاولات إخراج العرض النهائي مستمرة، إلا أنّ محاولاتهم ستبوء بالخسران فما عاد يرضى أهل الشام الصادقين أن يقبلوا أن تعرض مثل تلك الأفلام والمسرحيات عليهم أو أن يكونوا من جمهورها، و بدأوا يرفضونه و يرضون عمل كل مخرج يعمل على شاكلته.
فالذي قبل أن يكون من طاقم هذا المخرج الكبير او قبل أن يكون من الممثلين الراكنين إليه ومن جمهوره فإنه بإذن الله الخاسرين و من المغلوبين.

قال تعالى:
(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّن الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُون).

والحمدلله رب العالمين

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
رضوان الخولي أبو أسامة