publications-hizb-ut-tahrir

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

hizb251115

السؤال:


سؤالي عن تداعيات إسقاط الطائرة الروسية: هل سيترتب على ذلك تصاعد أعمال سلاح الجو في أجواء سوريا؟ وهل يمتد ذلك إلى أجواء تركيا؟ وشكراً.

الجواب:


 1- أما عن أجواء سوريا:
- فإن كان المقصود من التصاعد هو أن تجوب الطائرات الحربية أجواء سوريا وتقصف أرضها بما عليها من بشر وشجر وحجر فهو حاصل والطائرات لم تدخر وسعاً في ذلك...

- وإن كان المقصود من التصاعد هو أن تتعارك هذه الطائرات فيما بينها فتدخل في حرب جوية معاً فهذا مستبعد على الأقل في المدى المنظور وذلك للأسباب التي ذكرناها في إصدارنا في 11/10/2015م وجواب السؤال في 18/11/2015م.

2- وأما امتداد التصعيد إلى الأجواء التركية، وكأنك تقصد أن تنشب حرب جوية بين روسيا وتركيا بأن تهاجم الطائراتُ الروسية الطائراتِ التركية كرد فعل على إسقاط الطائرة الروسية... إن كان المقصود هذا فالجواب كذلك هو مستبعد على الأقل في المدى المنظور للأسباب التالية:

- إن التدخل الجوي الروسي في سوريا تم بالاتفاق مع أمريكا، والنظام السياسي التركي الحالي من أتباع أمريكا ومن ثم لا يمكنه خرق اتفاق عقدته أمريكا...
- إن الدلائل على الاتفاق ماثلة للعيان وقد وضحناها في الإصدار وجواب السؤال المذكورين آنفاً... وها هو بوتين يكشف ذلك فيقول في سوتشي الثلاثاء 24 تشرين الثاني/نوفمبر واصفاً حادث إسقاط الطائرة بأنه "طعنة في الظهر" راديو سوا 24/11/2015م. وهذا يعني أن اتفاقاً كان معقوداً واخترق...

- إن الراجح أن إسقاط الطائرة تم دون قرار من القيادة السياسية التركية بل من قياداتٍ في الجيش ذات أهداف سياسية تختلف فيها مع أردوغان ثم اختلطت معها الغيرة على ما يشاهدونه من قصف روسي على إخوانهم التركمان على حدودهم...

وهذا ما ظهر خلف السطور بل أمامها في تصريح رئيس الوزراء التركي: "وأوضح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو من جانبه، أن قرار القوات المسلحة التركية إسقاط الطائرة الروسية جاء بدافع حماية الحدود..." راديو سوا 24/11/2015م.

- إن روسيا على الأرجح تدرك ذلك بأن الحكومة التركية لم تنقض الاتفاق فليست هذه هي المرة الأولى التي تخترق فيها الطائرات الروسية حدود تركيا ولم تمنعها الحكومة التركية، وإدراك روسيا أن إسقاط الطائرة ليس بقرار سياسي من الحكومة وإنما هو من بعض قيادات الجيش يجعل هناك إمكانية لاستيعاب الأمر، ومن ثم استبعاد الحرب بين روسيا وتركيا... وإنما المتوقع أن تسوى الأمور بوسائل سياسية تحفظ للأطراف ماء الوجه من علاقات تجارية أو دبلوماسية أو وساطات أو تكثيف روسيا للهجمات في مناطق إسقاط الطائرة أو نحو ذلك كرد اعتبار... وقد يكون لأمريكا الدور الرئيس في ذلك وخاصة في موضوع ضبط الجيش... بالإضافة إلى إيجاد مخارج في تفسير أين وكيف أسقطت الطائرة لإرضاء الطرفين، فقد قال مسؤول أمريكي أمس 24/11/2015 "إن واشنطن تعتقد أن الطائرة ضربت داخل المجال الجوي السوري بعد أن توغلت لفترة وجيزة في المجال التركي وذلك وفقا لتقييم استند إلى تتبع البصمة الحرارية للطائرة." (دويتشه فيللي 25/11/2015م) فهي هنا ترضي الطرفين!

- وكما ذكرنا في الجواب "على الأقل في المدى المنظور" أي حسب المعطيات المنظورة، وإلا فإن تداخل الأعمال العسكرية مع الأعمال السياسية يجعل إمكانية التقلبات في الأحداث ونتائجها غير مستبعدة...

- وأخيراً فإن المؤلم أنه على الرغم من أن البلاد إسلامية إلا أن النتائج والأحداث فيها يتحكم بها الكفار المستعمرون وعملاؤهم! ومع ذلك فإن الأيام دول ولن يطول الوقت بإذن الله حتى يضيء نور الخلافة بلاد الإسلام، بل ويمتد إلى أصقاع الأرض، وينكفئ أعداء الإسلام إلى عقر دارهم... هذا إن بقي لهم عقر دار ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾.


الثالث عشر من صفر الخير 1437هـ

25/11/2015م
المصدر: صفحة أمير حزب التحرير على الفيسبوك