الخبر:
طلبت أمريكا من المسلمين أن يقوموا هم أنفسهم بمحاربة "الإرهاب" وتعني بذلك الإسلام بالسلاح وبـ الإسلام المعتدل، كما تسميه، وأن هذه مهمة المسلمين السنة قبل غيرهم.
التعليق:
أن تطلب أمريكا من المسلمين أن يحاربوا "الإرهاب" يعني أنها تريد منا نحن المسلمين أن نقتنع أنها ولية أمرنا، لا قدر الله، وأنها تهتم بنا أكثر من اهتمامنا بأنفسنا، فما علينا سوى أن نطيع أوامرها ونعتبرها المرجعية العليا لفهم الإسلام وتصنيف المسلمين بين معتدل و متطرف، بل بين مسلم جيد وشرير، بل أكثر من ذلك من المسلم ومن الكافر!!
أمام هذا كله، هل ترضون أيها الإخوة المسلمون الكرام بأن تكون أمريكا هي مرجعيتكم وإمامكم وموجهكم في دنياكم والتي سيسألكم رب العالمين عنها يوم القيامة؟!
الجواب يجب أن يكون بالأعمال وليس بمجرد الأقوال وذلك بالتمسك بالإسلام النقي الصافي والقيادة الإسلامية المخلصة التي تعيد لنا مجدنا وعزنا وتقطع أيدي كل من يعمل لتفريق المسلمين وعلى رأسهم أمريكا ومعها روسيا وكل طامع بنا نحن المسلمين. فهل سيكون الجواب العملي قريبا؟ أعتقد ذلك من أمة لا يجوز لها الركون إلى الكفار...
أما الأمر الآخر الذي يجدر بنا نحن المسلمين أن نلتفت إليه في طلب أمريكا منا أن نقاتل الإرهاب وتعني الإسلام، فالذي يجب أن نعرفه أن أمريكا هي أم الإرهاب الحقيقي وأبوه، لذلك عليها أن تراجع نفسها في مبدئها وفكرها وجشعها المؤدي إلى الاستعمار والحروب والتباغض بين الناس لتصل إلى ما تريد من خيرات الشعوب وبخاصة نحن المسلمين.
ولا بد أن نعرف نحن المسلمين أن أمريكا تريد محاربتنا بأيدينا، ليس خوفا على جنودها فقط، بل إمعانا في دماء المسلمين، لإيجاد الحقد والبغضاء والدم فيما بيننا لسنوات طويلة كما تخطط وتريد.
فهل نعمل إلى ما تخطط له عدوتنا أمريكا ونكون وقود النار التي تريد حرقنا بها وبأيدينا أم نرجع إلى تحكيم شرع الله في كل أمورنا، صغيرها وكبيرها وهذا لا يكون إلا إذا سلمنا قيادتنا إلى المخلصين من أبنائنا ليحكمونا بما أنزل الله وقطع دابر الكافر المستعمر.
وآخر الكلام أوجهه إلى حكام أمريكا بصراحة تامة:
ارفعوا أيديكم عن بلادنا ودعونا نعيش كما نريد وكما يريد الله، فلقد أخذت أمتنا الإسلامية قرارها بذلك ولم يبق إلا التنفيذ والله المستعان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان
8 من ربيع الأول 1437هـ
1915م