الخبر:
استضافت الرياض مؤتمرًا موسعًا في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر الحالي للمعارضة السورية ضم الجانبين السياسي والعسكري من أجل توحيد المواقف بما يتفق مع الرؤية الأمريكية للحل السياسي، وهو ما يعتبر مقدمة للمفاوضات المرتقبة بين المعارضة ونظام بشار الأسد الإجرامي القاتل.
وفي الوقت نفسه في جاكرتا، انكشفت فضيحة فساد عاصفة تورطت فيها الشركة الأمريكية العملاقة للتعدين فريبورت ماكموران مع رئيس مجلس النواب الإندونيسي سيتيا نوفانتو وذلك بعد أن كشف تسجيل سري أن سيتيا قد طلب حصة تبلغ 20 في المئة – 11 في المئة لرئيس البلاد جوكو ويدودو والباقي لنائب الرئيس يوسف كالا – مقابل تمديد مبكر لعمليات الشركة في إندونيسيا.
التعليق:
إن ما حدث في الرياض وجاكرتا هو الشيء نفسه. فكلا النظامين يقومان بالتجارة بالسلطة لإرضاء سيدتهم - أمريكا - على حساب شعبيهما. ويبدو أن السعودية وحكام المسلمين في سوريا والخليج يهتمون بمصلحة سيدتهم أكثر من اهتمامهم بحياة وكرامة الملايين من مسلمي سوريا. ويحدث الشيء نفسه في إندونيسيا، التي لا يبدو أنها انزعجت جدًا من حجم الخسارة والفقر المدقع الذي حل بأهل ولاية بابوا جراء دخول شركة فريبورت إلى البلاد منذ عام 1967.
إن المؤتمر الذي ترعاه السعودية في الرياض يهدف بوضوح إلى إجهاض الثورة الإسلامية في سوريا بهدف إنشاء دولة ديمقراطية علمانية لا تستند إلى الشريعة الإسلامية وهو ما يتعارض مع أهداف ثورة الشام. فالسعودية تقوم بالتنسيق مع تركيا وقطر بجمع الفصائل لكسب ثقة الكفار الغربيين من أجل تحقيق المصالح الغربية على حساب تضحيات الأمة الإسلامية ودمائها.
وقد تم الوصول أيضًا إلى الحكم في إندونيسيا من خلال تسهيل المصالح الاقتصادية الأمريكية من أجل سرقة ثروات أكبر بلد إسلامي من خلال آلة الابتزاز فريبورت ماكموران. إن حكام المسلمين في الشرق الأقصى، أي في إندونيسيا وماليزيا، قد وقعوا اتفاق "الشراكة عبر المحيط الهادئ" مع أمريكا وأنظمة التجارة الحرة الإقليمية من أجل إنقاذ الاقتصاد الأمريكي من حافة الإفلاس وضمان وجود الرأسمالية في العالم.
إنه مما لا شك فيه أن غياب خليفة يطبق أحكام الله سبحانه وتعالى قد جعل من هؤلاء الحكام الرويبضات أدوات لتنفيذ المخططات الغربية. وعلاوة على ذلك، فقد أصبحوا في المقدمة من أجل الدفاع عن الحضارة الغربية التي بُنيت على أساس فصل الدين عن الحياة. وفي الشام، يقوم هؤلاء الحكام الخونة بحراسة مصالح أمريكا لمنع عودة السلطة السياسية العالمية للأمة الإسلامية من رحم ثورة الشام؛ بينما في الشرق الأقصى، فإن الأنظمة العميلة هي المسؤولة عن ضمان حيازة أمريكا القوة الاقتصادية لضمان هيمنة الرأسمالية على العالم. إن هؤلاء الحكام الرويبضات يعملون على إخضاع الأمة الإسلامية بحيث تظل صامتة وتساوم الأنظمة القائمة في مفاوضات خيانية لتأمين مصالح أمريكا وبسط هيمنة النموذج الأمريكي الفاسد. وهذا يذكرنا بما قاله رسول الله ﷺ: «سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة». قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: «الرجل التافه ينطق في أمر العامة» (رواه ابن ماجه)
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
10 من ربيع الأول 1437هـ
2115م