الخبر:
أعلنت المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالف عسكري (إسلامي) يضم 34 دولة لمحاربة (الإرهاب)، وأوضحت المملكة العربية السعودية أن مقر هذا التحالف سيكون في الرياض، وسيتم تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة (الإرهاب) ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود، كما سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة (الإرهاب) وحفظ السلام والأمن الدوليين. (موقع الجزيرة نت).
التعليق:
كَثُرت في الآونة الأخيرة التحالفات الدولية الرامية إلى إجهاض ثورة الشام المباركة تحت مسميات مختلفة أبرزها محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة، فقبل سنة ونصف تقريبا شُكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة يتكون من ستين دولة في العالم لمحاربة ما يسمى بالإرهاب، واليوم تقوم السعودية بأوامر أمريكية بتشكيل تحالف، أسموه تحالفا إسلاميا، لمحاربة الإرهاب أيضا، والعجب العجاب أن أيّاً من هذه التحالفات لم يذكر المجرم بشار الأسد، ولم يدعُ إلى محاربته، مع أن ظلمه وبطشه لم يسلم منه بشر ولا شجر ولا حجر، لا بل إن مسؤولين سعوديين، وهم مَن يقود التحالف الإسلامي الجديد، قد صرحوا بكل صفاقة ووقاحة عزمهم التنسيق مع جيش بشار، مما يعني بشكل واضح أن هذه التحالفات ليست إلا للقضاء على الفصائل المقاتلة المخلصة والقضاء على النَفَس الإسلامي لثورة الشام المباركة وعلى ما تهدف إليه من إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة في الشام عقر دار الإسلام، والإبقاء على نظام بشار قدر الإمكان.
إن هذه التحالفات القذرة وما تهدف إليه من إجهاض للمشروع الإسلامي المتمثل بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والتي بشر بها الصادق المصدوق ﷺ، لتذكرنا بيومٍ اجتمع فيه قادة قريش في دار ندوتهم يتشاورون في أمر رسول الله ﷺ، وبعد نقاشات طويلة قرروا قتله ﷺ والقضاء على مشروعه المتمثل بإقامة دولة الإسلام في المدينة، وذلك من خلال اختيار شاب قوي من كل قبيلة، فيحاصرون بيت النبي ﷺ، ثم يضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، ولا يجد بنو هاشم بعد ذلك إلا قبول الدية، إذ ليس لهم طاقة بمقاتلة القبائل كلها، إلا أن مكر الله سبحانه لنبيه كان هو النافذ، فهو سبحانه خير الماكرين، وإذا قضى الله سبحانه أمرا فلا رادّ لقضائه، ولذلك أخرج الله نبيه من بيته سالما آمنا وشباب مكة الذين علقت عليهم قريش آمالها يَغُطُّون في سباتهم، وهاجر إلى المدينة وأقام دولته هناك رغم أنف قريش وأوباشها.
إن المشهد في الشام اليوم شديد الشبه بما حدث مع سيد المرسلين ﷺ، فها هي دول الكفر قاطبة تتحالف في حلف صليبي آثم، وها هم عملاؤهم يُنشؤون حلفا آخر للقضاء على مشروع الخلافة، فهل سنشهد عن قريب بزوغ فجر الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستقصم ظهر دول الكفر قاطبة، وتضربهم ضربات تنسيهم وساوس الشيطان، وتلاحقهم إلى عقر دارهم وترفع رايات الإسلام فوق البيت الأبيض والكرملين والفاتيكان؟ نسأل الله أن يكون ذلك قريبا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
12 من ربيع الأول 1437هـ
2315م