الخبر:
افتتح الرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران يوم الاثنين الماضي الموافق 2015/12/28 أعمال المؤتمر الدولي الـ 29 للوحدة الإسلامية تحت شعار "التحديات التي تواجه العالم الإسلامي"، وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر قال روحاني: إن الأمة الإسلامية بحاجة ماسة اليوم لإظهار حقيقة الوجه الناصع للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وفي المقابل فإن ما يطرح اليوم في أخبار تنظيم الدولة هو قتل المسلمين على يد بعضهم بعضا، فيما أخبار كيان يهود غائبة. وتساءل روحاني: لماذا العالم يشهد كل هذا العنف وإراقة الدماء؟ وأعرب روحاني عن أسفه لوقوع 84% من أعمال العنف و الاغتيال وقتل الناس في العالم الإسلامي، وحول التطورات في سوريا قال روحاني: إن إضعاف سوريا التي تقف في صف المقاومة وتصمد أمام الصهاينة لا يصب في مصلحة الإسلام، وتساءل روحاني: هل من المفيد أن نعطي النفط لأمريكا ونشتري الصواريخ لنمطرها على اليمنيين؟ وهل الصحيح أن نشتري الصورايخ ونعطيها لـ جبهة النصرة لقتل السوريين؟
التعليق:
لعل خير ما نبدأ به هذا التعليق هو قول المصطفىﷺ: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت»
حقا إن روحاني لا يستحي، ويكأنه يتكلم لأناس لا يعيشون على كوكب الأرض ولا يعرفون حقيقة حكام إيران ولا دورهم الخبيث في تثبيت الاستعمار الأمريكي لبلاد المسلمين، ويتوقع حكام إيران أن شعارات الموت لأمريكا ستستمر في خداع الأمة، وفي الوقت الذي يعمد فيه حكام إيران على إشعال نار الفتنة الطائفية والحرب في أكثر من بلد إسلامي ويعملون على تمزيق الأمة، مما يؤكد أنهم خنجر في خاصرة الأمة وهم سبب من أسباب شرذمتها، تراهم يعقدون في طهران مؤتمرا حول الوحدة الإسلامية، ويأتي روحاني ليُنظّر ويتكلم عن الوحدة، حقا إنها لإحدى الكُبر!
يتباكى روحاني في كلمته على الدماء التي تسفك بغير وجه حق وعن الاغتيالات، ويصرح أن ما يقرب من 84% من الدماء التي تسفك هي دماء المسلمين، كلامك صحيح يا روحاني، لكن ألا ترى أن حكام إيران القتلة هم أكثر من سفك من دماء المسلمين بغير وجه حق، وها هي الشام خير شاهد على هذا؟! ألا ترى يا روحاني أن عشرات الآلاف من المسلمين الذين قتلتهم أمريكا في العراق وقبلها في أفغانستان كان بمساعدة حكام إيران؟!، فلم هذه البراءة الكاذبة، إن دموع تماسيح حكام إيران لن تنطلي على أمة الإسلام بعد اليوم، فالأمة أوعى مما تتصور يا روحاني ولم يعد من السهل خداعها بمعسول الكلام.
يتحدث روحاني عن قيام بعض الدول، ويقصد السعودية، ببيع النفط للأمريكان ومن ثم شراء الصواريخ لإمطارها على اليمنيين، إن مشكلة روحاني ليست في كونه فقط لا يستحي، بل هو إنسان وقح، لم يجد في صفوف المجتمعين في ذلك المؤتمر رجلا لا يخاف في الله لومة لائم فيرد عليه فيقول: يا روحاني أليست الصواريخ الإيرانية كذلك تمطر أبناء الشام منذ أكثر من أربع سنوات؟ فلماذا الحلال لكم حرام على غيركم؟ وما الفرق بينكم وبين تنظيم الدولة؟ أليس شبيحة الحرس الثوري الإيراني والباسيج هم مَن يقودون الحرب الشرسة ضد أهلنا في الشام يا روحاني؟ أليسوا هم مَن يسفك الدم الحرام في الشام؟ أليسوا هم مَن دمر الشام وجعلها خرابا؟ ألستم أنتم مَن وقف مع المجرم بشار فكنتم السبب في إطالة معاناة أهل الشام؟ فما بالكم إذاً تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم يا حكام إيران؟
لقد وقفتم يا حكام إيران بشكل مقزز مع أمريكا وروسيا في حربهما على الإسلام لإجهاض المشروع الإسلامي الذي ترمي إليه ثورة الشام، مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقفتم في مواجهة الأمة التي انتفضت على الظلمة الذين ساموها سوء العذاب، ولهذا لن تنسى الأمة صنيعكم هذا، ومع هذا نبشركم ببشرى ستسوؤكم، اعلموا أن الأيام دول، وأن دولة الباطل ساعة وأما دولة الحق فهي إلى قيام الساعة، وإن ما تحالفتم عليه لن يمنع قيام دولة الخلافة ولو وقف الإنس معكم والجن، وإن غدا لناظره قريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام - أوروبا
21 ربيع الأول 1437هـ
01
16م