الخبر:
نشر موقع ترك برس في (2016/1/2) بأنه قد (صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن اتفاقًا عادلًا بين تركيا وإسرائيل من شأنه أن يخفف معاناة الفلسطينيين، وذلك في تصريح له على متن الطائرة خلال عودته من المملكة العربية السعودية. وقال أردوغان: "ما هي الاتفاقية العادلة؟ إنّها الاتفاقية التي تضمن الوفاء بالشروط المسبقة التي قدّمناها سابقًا. إسرائيل بحاجة إلى دولة مثل تركيا في المنطقة. ونحن أيضًا، يجب أن نعترف أنّنا بحاجة إلى دولة مثل إسرائيل.
هذه حقيقة إقليمية، علينا أن نراها. إذا نفّذ الجانبان الإجراءات الضرورية المبنية على الصدق المتبادل، فإن التطبيع سيأتي بطبيعة الحال."... مضيفًا: "ليس لديهم هناك ماء أو كهرباء. لا تُحل هذه المشاكل من خلال القتال أو الصراخ، وقد مرّت أشهر ولم تحل هذه المشاكل. سننتهي قريبًا من بناء مستشفى هناك، ولو كانت الظروف طبيعية لانتهى بناء المستشفى منذ زمن.".... وقال: "نحن بحاجة لإرسال سفينة توفر الكهرباء لقطاع غزة. بالنسبة لموضوع الحصار، هم (إسرائيل) يقولون إنّهم سيرفعونه إذا مرت البضائع من خلال تركيا. وقد قلت إنّني لن أعلّق على أي شيء إذا لم أشاهده مكتوبًا بعيني. فالنص المكتوب يضمن عدم حدوث أي انحراف عن الاتفاقية. أمر آخر عزيز على قلوبنا هو إنهاء انتهاك حرمة مجمع المسجد الأقصى "وأضاف أن البنية التحتية للكهرباء بحاجة إلى إصلاحات عاجلة، سيتم تنفيذها في أقرب وقت ممكن.)
التعليق:
أغرب ما في الحالة الأردوغانية هو أن التضليل السياسي الذي يمارسه أردوغان يجد له آذانا صاغية ويمر على كثيرين ممن أدمنوا على تصديق الأكاذيب، وتغذوا على أوهام البطولات "الهوليودية"، فبالرغم من أن أردوغان لم يقدم شيئا حقيقيا أبدا لقضايا المسلمين إلا أنه ما زال في نظر البعض بطلا ذا مواقف! ويصدُق في هؤلاء المروجين للظاهرة "الأردوغانية" قول المتنبي:
مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ *** هَووا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا
تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ *** في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ
وعلى الرغم من إظهاره الوجه القبيح بأعماله إلا أن المضلَّلين لا يبصرون أفعاله الظاهرة ويحبون أن يعيشوا على دغدغة المشاعر والتوهمات.
فها هو أردوغان يسقط ورقة التوت التي كان يتستر بها ويبدأ بالانسحاب من عداوته الظاهرة لكيان يهود ليظهر علاقته الباطنة بقوله "إسرائيل بحاجة إلى دولة مثل تركيا في المنطقة. ونحن أيضًا، يجب أن نعترف أنّنا بحاجة إلى دولة مثل إسرائيل. هذه حقيقة إقليمية، علينا أن نراها" وهذه التي يسميها "حقيقة إقليمية" لا يبصرها مؤيدوها وهم يتوهمون أن فلسطين أو بعض بعض فلسطين جزء من ثوابت السياسة لدى أردوغان، فتركيا أردوغان المغرق في العمالة لأمريكا تحتاج دولة يهود كما تحتاجها دولة يهود، فأردوغان وزمرته يمهدون لعودة العلاقات الظاهرة مع كيان يهود علما بأن العلاقات قائمة لم تتعطل أصلا، والتمهيد لعودة العلاقات يراد أن يكون على وجه لا يخسر بسببه أردوغان شعبيته، ولا ينكشف به زيفه، بل يريد أردوغان إخراجه على أنه من أجل مصلحة أهل غزة "ليس لديهم هناك ماء أو كهرباء. لا تُحل هذه المشاكل من خلال القتال أو الصراخ" نعم، لا تحل هذه المشاكل من خلال الصراخ والبطولات المنبرية الجوفاء التي هي بضاعة أردوغان، بل تحل مشكلة فلسطين وكل بلاد المسلمين المحتلة بجحافل تسير للتحرير، جحافل تعرفها تركيا الخلافة التي لم تكن يوما بحاجة لكيان يهود تركيا التي أنجبت محمدا الفاتح وعبد الحميد الثاني القائل "انصحوا الدكتور هرتزل بألاّ يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع؛ إني لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست مِلْك يميني، بل مِلْك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها، وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملاينيهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أما وأنا حيٌّ فإنّ عمل المِبْضَع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بُتِرت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون؛ إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة"، فأحفاد عبد الحميد الثاني أبناء تركيا الإسلام على العهد ولن يتخلوا عن شبر من أرض الإسلام ولن يكونوا عونا ليهود بل سيكونون في الصفوف الأولى لجيوش الخلافة القادمة على منهاج النبوة خلافة حق وصدق تسير بجحافلها لتحرير أرض فلسطين وكل شبر من بلاد المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله المحمود
24 ربيع الأول 1437هـ
04
16م