الخبر:
الجزيرة - تشن قوات النظام هجوما عنيفا ومتواصلا منذ ثلاثة أشهر على ريف اللاذقية غربي سوريا مدعومة من مليشيات من إيران و العراق و لبنان، بغطاء جوي من الطيران الروسي الذي استخدم أشد أنواع الصواريخ تدميرا، ولم يتوان عن قصف المنطقة بالصواريخ العنقودية.
التعليق:
بعد أن تكالبت كل الدول و الأمم على الثورة السورية المباركة التي أقضت مضاجع الكفار و الخونة و العملاء وغيرت اهتماماتهم وتفكيرهم، فتجمع كل فراعنة الأرض وأقبلوا من كل حدب وصوب وباتت القضية السورية هي شغلهم الشاغل، نجد الآن أن روسيا المتبجحة المتعجرفة تتخبط يمنة ويسرة وقد وجدت نفسها في ورطة لا أخرجها الله منها إلا مدحورة مهزومة، وهي التي صرحت مسبقا أن تدخلها العسكري في سوريا سيغير الموازين خلال أسابيع معدودة، وهي بعدتها وعتادها وكل ثقلها وبمباركة أمريكا والدول الغربية لم تحصد سوى الخزي الذي سيلحق بانهزام سحيق بإذن الله.
فها هي الآن بعد أن كانت ستعيد الحال على ما كان عليه في سوريا إلى ما قبل الثورة نجدها تساوم وتحاول التركيز على ريف اللاذقية وحده في محاولة لإنشاء دولة علوية في هذه المنطقة وقد تغيرت خططها ورؤيتها بعدما لمست الواقع، وهذا يبين أنها غير قادرة على مواجهة الثورة في كل مدينة وقرية، وأنها لا تستطيع تغيير عقارب الساعة لتعيد الأمور إلى ما كانت عليه، مما يعني أن الثوار قد فرضوا واقعاً دولياً جديداً لا يستطيع أحد تجاهله أو تجاوزه، وبالتالي فإن أي تفاوض وتراجع عنه يعتبر خسارة لجهود الأعوام الماضية كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.
وروسيا لا تتوانى عن ارتكاب أبشع المجازر باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا وقصف المدنيين والمنشآت الصحية والتعليمية وتهجير السكان من هذه المناطق حتى تسهل عليها عملية السيطرة وإنشاء القواعد العسكرية ومن ثم يتم استقدام الموالين للنظام إلى الدولة العلوية وإقامتها.
ونرى هنا سرعان ما تتغير أهداف دول الكفر عند ملامسة الواقع، وكيف يمكن للمجاهدين فرض أجنداتهم على الواقع لا على طاولات المفاوضات، فها هي روسيا تقنع بأقل القليل بعد أن كانت متأكدة من تحقيق ما تريد في هذه المناطق، وها هي الثورة السورية المباركة الصخرة التي تتكسر عليها أحلام الكفرة الفجرة.
ومعلوم أن روسيا جاءت إلى سوريا بطلب من أمريكا لتثبيت نظام بشار وتنفيذ أجندة أمريكا، ما يعني أن فشل روسيا في الشام هو فشل لأمريكا ذاتها، فهلا أدرك ذلك الذين يتعلقون بحبال أمريكا الواهية، فيتعلقوا بحبل الله المتين؟!
النصر صبر ساعة، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، ومن ثبت الله قدمه فلن يستطيع أي كافر أن يزحزحها من الأرض.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ميرفت سلامة
25 ربيع الأول 1437هـ
05
16م