أحداث في الميزان: قلق غربي كاذب من استخدام سفاح دمشق الكلور السام ضد المدنيين!!
الحدث:
عبرت بريطانيا وفرنسا عن قلقهما من استخدام نظام بشار لغاز الكلور ضد معارضيه حيث سقط العديد من الضحايا المدنيين من الأطفال والنساء.
الميزان:
لطالما اعتز المسلمون برقي أخلاقهم وسمو تعاليم دينهم، ولكنني لم أتخيل يوماً أن يكون الضد قبيحاً درجة الدمامة ليعلو في قلبي ما أتى به الإسلام من أحكام صاغت عقولنا وقلوبنا فبتنا بها بشراً حقيقين.
بريطانيا تشعر بقلق عميق وفرنسا بقلق شديد إزاء استخدام نظام دمشق لغاز الكلور الذي راح ضحيته العديد من الأطفال والنساء والشيوخ.
أَوَ كلما تكلموا تردوا في درك الحيوانية التي لا ترى إلا طعامها وشرابها وبقاءها؟!
في كل تصريح لهؤلاء الكفار أزداد اعتزازاً بهذا الدين العليّ. يعتنقه الإنسان فيطير بإنسانيته حتى يعانق الدرر في السماء، ويبتعد عنه الجاهلون حتى يسقطوا في مستنقعات الخزي والعار... يسقطون في كل مشهد وكل حادثة، يسقطون من عيون مؤيديهم وأقرانهم سقوط المتردية والنطيحة...
تصريح يخرج من دول (تدّعي) أنها على شيء في هذا العالم، تصريح يخرج لتحدد هذه الدول موقفها من قتل أطفال ونساء وشيوخ وبشر بغاز الكلور السام! وكأنها تطبق مثلا نتداوله: (صمتت دهراً فنطقت كفراً..)، فيقول قائلهم يا ليتها ما نطقت ولا قلقت.
وعندما تقارن ذلك الموقف المتردي - ولا مجال للمقارنة - مع موقف أمير المؤمنين عمر حين يأمر براتب لذمي من بيت مال المسلمين دافعاً عنه الفقر والحاجة ترى بوناً شاسعاً في العقيدة والدين... وعندما تقارن - ولا مجال للمقارنة - بين قلقهم التافه مع من يأمر بالقصاص من والٍ كبير وابنه لذمي ضعيف، يتجلى لك رقي الإسلام في أصعب مواطنه. حق أن يقال أين الثرى من الثريا في ملاحظة البون الشاسع في تعامل الإنسان مع الإنسان.
فعقيدة رب البشر ترقى بالإنسان فوق السحاب، بينما عقيدة البشر تسحق الإنسان تحت التراب. وليس ذلك بالغريب، ولكن شعور الأنفة يكتنف المسلمين بعد كل تصريح من هذا القبيل.
لكن الغريب الغريب، أن يصبح مقياس المسلمين في نصرة المسلمين كمقياس أولئك الكافرين... فتراهم يطبلون ويفرحون لمن هو من المسلمين حين يضع الخطوط الحمراء، وحين يخطب الخطب الرنانة في عدائه لكيان يهود، وفي عدائه للسفاح بشار ونظامه، وكأنهم نسوا أن أحكام الإسلام تفرض تحريك الجيوش لنصرة المظلوم لا تحريك الأقلام، وإطلاق التصريحات الرنانة ونسوا أن المظلوم مسلم فحقه في ديننا على إخوانه نصرته بتحريك الجيوش لا بتحريك الشفاه بالعبارات الحماسية التي تفتقد المضمون العملي.
فيا إخوة الإسلام في الشام وفي كل مكان: تشبثوا بتعاليم دينكم التي رفعتكم فصرتم بها بشراً حقيقين واحمدوا الله أنه لم يجعلكم كالأنعام أو أضل، ولا تقبلوا من تلك الدول فتات تأييد كاذب فيتهاوى سموكم البشري شيئاً فشيئاً. بل اجعلوا من تصريحات بريطانيا وفرنسا وتركيا وأمريكا وغيرها، وقوداً تتزودون من إدراك حقيقته في سعيكم نحو سيادة شرع ربكم ليسود العالم كله فيرتقي بالبشر من ذلك الدرك الذي أوصلتهم إليه رأسمالية عفة وحقد متأصل على الاسلام والمسلمين، فتستظل البشرية بعدل خلافة على منهاج النبوة بإذن الواحد الديان.
(صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
مصعب أبو عمير