أحداث في الميزان: سيناريو حلب يتكرر في الغوطة فماذا نحن فاعلون؟
الحدث:
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في إجلاء المعارضة المسلحة من غوطة دمشق الشرقية كما حدث بمدينة حلب، بينما قتل عشرون مدنيا في قصف للنظام وروسيا بالغوطة، تزامنا مع حشد النظام لقواته تمهيدا لمهاجمة المنطقة.
وقال لافروف إن الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع المسلحين لمغادرة حلب أواخر عام 2016 يمكن أن تتكرر في الغوطة الشرقية، وأعرب عن أمله في أن يتم اتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة. (المصدر: الجزيرة نت).
الميزان :
بدأت طائرات النظام وحليفه الروسي هجمة بربرية إجرامية جديدة طالت منطقة الغوطة الشرقية أوقعت العشرات من الضحايا الأبرياء مرتكبةً المجازر الفظيعة بأهلنا في ريف دمشق والذين قرروا أن يقفوا في وجه طاغية العصر أسد، ليجدوا أنفسهم أمام إجرام دولي يستهدفهم ليكرر مأساة حلب مرة أخرى وليتم إخراجهم من موطنهم وأرضهم التي أحبوها.
نعم لافرورف يقولها بصراحة نريد تكرار سيناريو حلب .. نريد أن نفتك بالأرواح الطاهرة .. نريد أن نقتل كل مسلم يشهد "أن لا إله إلا الله ".. نريد أن نقتل أطفال المسلمين .. وسوف يكون قادة الفصائل كما في حلب هم الذين يسلمون الغوطة وطبعاً بحجة حقن الدماء وتأمين النساء والأطفال والحفاظ على أرواحهم.
أما الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي إلى سوريا ستيفان ديمستورا فيرى أنه من الممكن أن تتحول الغوطة الشرقية إلى حلب ثانية وتحذيره يعني بكل وضوح أن الأمور تسير نحو هذا المخطط الخبيث فقد صرح أيام حلب بنفس التصريح وعمل هو وأصدقائه الروس والأتراك في النهاية على بيع حلب للنظام بل بتقديمها على طبق من ذهب له وأمرت الفصائل بتسليم المدينة بسرعة خيالية.
يجب أن ندرك أن الأمور لا تبشر بخير إن استمر قادة الفصائل بخياناتهم وارتباطهم بالقوى الإقليمية عدوة الثورة في الشام، فهؤلاء القادة أضحوا كالأموات الذين وجب الإسراع بدفنهم ولم يعد مقبولاً السكوت على تخاذلهم أمام عِظم التحديات والأهوال التي ألمَّت بمسلمي الشام.
فواجب على المجاهدين المخلصين أن يقولوا كلمتهم وأن يخرجوا عن صمتهم ويتحركوا للضغط على القيادات وتوضيح مطالب الثورة ونصرة الغوطة من خلال فتح جميع الجبهات بدون استثناء وإن لم يرضخ القائد وجب عزله وخلعه على الفور.
كما على الأمة أن تتحرك بكل ما أوتيت من قوة وأن تصرخ في الساحات في وجوه الطغاة على اختلاف أشكالهم، فقادة الفصائل يسلمون المناطق منطقة تلو الأخرى حتى يتم لهم بيع التضحيات في سوق النخاسة الغربية من خلال مؤتمرات الخيانة من أستانة إلى جنيف وفيينا وسوتشي وغيرها.
وإذا سقطت الغوطة فهذا يعني تشريد حوالي نصف مليون إنسان بين نازح ومعتقل ومطارد وهي مأساة قد تكبر أو توازي مأساة حلب، كما أنه سيكون في الحقيقة انتصاراً لنظام الإجرام وأعوانه في تأمين طوق العاصمة بشكل كامل وإنهاء أي أمل لإسقاط النظام في عقر داره في دمشق وهو يعني انكسارا كبيرا لثورة الشام التي عانت الكثير من النكبات والانكسارات التي كادت أن تقصم ظهرها.
فهل سنخرج عن صمتنا لإنقاذ المركب الذي يحملنا؟
فيا ويل قوم يصمتون
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني