أحداث_في_الميزان:
قمة طهران وتمسك النظام التركي بفرض الحل السياسي الأمريكي
الحدث:
في نهاية قمة طهران التي عقدت يوم الثلاثاء 19-7-2022م والتي جمعت بالإضافة للرئيس التركي كلاً من الرئيسين الروسي والإيراني، قال الرئيس أردوغان: إن التسوية السورية ممكنة عن طريق الحل السياسي لا العسكري.
وقال: أكدنا أهمية وضع آلية عمل لصياغة دستور جديد للدولة السورية وعلى المعارضة والنظام بدء حوار بشأن ذلك.
وقال أيضاً: أكبر فائدة للشعب السوري ستكون في التخلص من "الميليشيات الكردية".
الميزان:
تصريح الرئيس التركي أردوغان وما تمخض عن اجتماع طهران من قرارات وبيانات يدل بشكل واضح على أن الاجتماع يأتي في سياق الحل السياسي الأمريكي وضمن مسار أستانا الذي تم أساساً لإخضاع الفصائل بتعاون روسي وتركي.
ولعل قول أردوغان بأن التسوية السورية ممكنة عن طريق الحل السياسي لا العسكري هو رسالة لروسيا التي قد تفكر بتعجيل إنهاء الوضع في سوريا عسكرياً وهو يثبت أنه عراب أمريكا في القضية السورية وعامل على تثبيت حلها السياسي المشؤوم الذي يفضي إلى القضاء على الثورة وإعادة المناطق المحررة إلى قبضة النظام تحت غطاء الحوار وصياغة دستور جديد، وهذا واضح في قول أردوغان: "أكدنا أهمية وضع آلية عمل لصياغة دستور جديد للدولة السورية وعلى المعارضة والنظام بدء حوار بشأن ذلك". وواضح في هذا التصريح اتفاق الأطراف الثلاثة على هذه القضية.
أما تصريحه بأن أكبر فائدة للشعب السوري ستكون في التخلص من "الميليشيات الكردية" ليدل دلالة واضحة أنه لا يرى إجرام أسد وما فعله في المسلمين في سوريا من قتل وتشريد ودمار اشتكى منه الحجر قبل الإنسان من هول وفظاعة ما فعله النظام المجرم في سوريا.
لقد أصبح الرئيس التركي سافراً في تحديه لمشاعر المسلمين في سوريا في انخراطه الواضح في جوقة أعداء الثورة. وانكشف أمره لأبسط الناس بعد سنوات من الخداع. ولعلنا نراه قريباً مجتمعاً مع أسد بعد أنباء عن وساطة إيرانية لإعادة العلاقات وتطبيعها بين النظامين السوري والتركي لينتقل التعاون والتنسيق الأمني الذي كان من تحت الطاولة ليظهر للعلن فوق الطاولة، فهل سنجد بعد ذلك من يزال مخدوعاً بأردوغان وتصريحاته الكاذبة التي أصمت آذان المقهورين والمكلومين فلم يعد لها مصداقية عند عموم أهل الثورة في الشام.
إن سقوط النظام التركي في أعين الناس هو بداية سقوط دوره في احتواء الثورة وتدجينها ولعله بداية لتصحيح مسار الثورة وقطع العلاقات مع كل من يكيد لهذه الثورة اليتيمة ويكيد لها لوأدها وإخمادها. ولعل الله يهيء لهذه الثورة قيادة سياسية مخلصة تستعيد قرار الثورة وتستعيد زمام المبادرة للمضي في تحقيق ثوابت الثورة من إسقاط النظام بدستوره واركانه ورموزه وتحكيم الإسلام عبر دولة الخلافة على أنقاض نظام أسد العلماني الكافر.
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
===
لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد الصوراني