أحداث في الميزان:
التحرك الجدي على الأرض واتخاذ قيادة سياسية لثورة الشام يقلب الطاولة على المتآمرين
الحدث:
تشاوويش أوغلو:
مستعدون لنقل السيطرة في مناطق وجودنا في سوريا إلى دمشق.
الميزان:
تتعالى وتتعاظم التصريحات التركية مع اجتماعات في العلن وفوق الطاولة وبكل صفاقة ووضوح، مما لا يدع مجالا للشك بأن النظام التركي، بتوجيه أمريكي، هو صاحب اليد الطولى الذي يسعى للإعداد للمصالحة وللقضاء على الثورة وإعادتها لحظيرة النظام المجرم، ولن يقف السير بذلك عند هذا الحد، فكلما تقدم الوقت ازداد سعي النظام التركي تجاه المصالحة حتى يترجم ذلك السعي بشكل عملي على أرض الواقع، والأدوات هم الحكومات الوظيفية التي تجثم على صدور الناس في المحرر وجل همها ملء جيوبها والتضييق الممنهج على الناس ليخضعوا ويركعوا.
و إلى جانبهم قادة الفصائل المرتبطين الذين لا يجرؤون حتى على الإعلان عن موقفهم تجاه تآمر النظام التركي ولو ببيان حيال ذلك، أما على أهل الثورة فإنهم يستعرضون قوتهم وينشرون أمنياتهم ويعتقلون كل من يخالف سير الداعم ولو بكلمة، ولن نزيد على ذلك ولن نوضح ما هو أوضح من الشمس، إنما نذكر أهلنا في الشام بأنهم هم أصحاب الثورة وهم أهل التضحيات وهم الذين قدموا فلذات أكبادهم ليحرروا ما يريد تسليمه النظام التركي وأدواته للنظام المجرم ، لتضيع كل تلك التضحيات، فرسالتنا لمن كان يشعر بصعوبة الموقف وخطورته من أهل الثورة الذين يعلمون أن تلك التصريحات لها ما بعدها ويتم العمل الجدي على تحقيقها على أرض الواقع بعد هندستها والتمهيد والترويج لها، نقول ما كان لأحد مهما بلغت قوته أن ينسف تضحياتكم ويضيع دماء أبنائكم لو أنكم وقفتم الموقف الجريء الذي ننتظره تجاه ذلك كما كان الموقف بداية الثورة، فالمواقف الصلبة الثابتة هي التي تصنع الأحداث العظيمة وهي التي تقلب الموازين، ونحن اليوم بحاجة إلى وقوفكم يا أهل الثورة ويامن لكم السبق والأولية ولكم الكلمة وتلتف الناس حولكم، فلتبادروا لهكذا مواقف ولتخرجوا في الشوارع والساحات وتعبروا عن غضبكم تجاه ذلك بالشكل الجدي العملي، فالحراك وإن كان ضعيفا في بدايته فإنه سرعان ما يشتعل وينتشر ويسير الناس فيه أفواجاً، فهو حراك يحاكي أعماقهم ويلبي ما ينشدون من إكمال لمسيرة الثورة واستعادة القرار المسلوب ودفع باتجاه إسقاط النظام المجرم الذي يترنح وهو أقرب إلى السقوط، وما هرولة النظام التركي وراء المصالحة معه إلا لدعمه وإخراجه من هذا المأزق الذي يقع فيه عله يكون حلا وخلاصا له، فلا تفوتنكم يا أهل الثورة فرصة عظيمة قد لا تتكرر وقد تكون آخر فرصة أمامكم، فالمتآمرون يصلون ليلهم بنهارهم لفرض حلولهم الاستسلامية على الناس رغما عنهم، فإن قبِل أهل الثورة وصمتوا على ذلك كان للمتآمرين ما أرادوا لا قدر الله، وإن وقف الناس الموقف الحق الجريء والصريح فستنقلب الطاولة على المتآمرين وأدواتهم ولن يكون إلا ما أراده الناس وأهل الثورة بإذن الله.
ونذكركم يا أهلنا أن الثورة لكي تنجح وتنجو من فخاخ المتآمرين وتتجاوز المنعطفات الخطرة التي يصنعها أعداؤها لا بد لها من قيادة سياسية واعية على ما تحتاجه الثورة للنجاح وواعية على مكر الأعداء والمتآمرين ومخلصة لله عز وجل و مستمسكة بأمره، تملك مشروعاً مستنبطاً من عقيدتها يؤهلها لقيادة مركب الثورة إلى بر الأمان وتتويج التضحيات بإسقاط النظام وإقامة مشروع الإسلام المتمثل بخلافة راشدة على منهاج النبوة.
وإن حزب التحرير حذركم ولا يزال ولن يكل من تحذيركم من النظام التركي وخبثه وتآمره من بداية الثورة ومن كل مكيدة كادها المجرمون لثورة الشام ومسيرته تنطق بذلك، وإننا ندعوكم لاتخاذ حزب التحرير قيادة سياسية لثورتكم فهو يقدم مشروعاً متكاملاً من الألف إلى الياء وبكل تفصيلاته عن الحكم بما أنزل الله وهو بإذن الله قادر على توجيه الطاقات بما يملك من خبرة سياسية وبما يحمل من نظرة مستنيرة عن واقع الدول وما تحيكه من مؤامرات تجاه الثورة على تغيير المعادلة والسير لإسقاط نظام الإجرام..
ونذكر بقول الله تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا استَجيبوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحييكُم وَاعلَموا أَنَّ اللَّـهَ يَحولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيهِ تُحشَرونَ).
===
لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
نور الدين الحوراني